تسلمت عائلة الشاب "أسامة إبراهيم" جثمانه من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف الحسكة يوم الخميس، بعد أن فارق الحياة نتيجة التعذيب في أحد سجونها بمدينة الحسكة. وقد ظهرت على جسد "أسامة" آثار كدمات وجروح واضحة.
لم يكن اسم "أسامة"، وهو من قرية بهية التابعة لناحية تل براك، ليحظى بالاهتمام الإعلامي أو يثير تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من فظاعة ما تعرض له. وفي جو جنائزي يسوده الصمت، تساءل أقارب الفقيد عن ملابسات وفاته وطالبوا بمحاسبة المسؤولين، بينما عبر آخرون عن يأسهم.
وكتب الناشط أحمد البرازي بمرارة: "الشي الأكيد إنو ولا وسيلة إعلامية رح تحكي فيه، ولا قناة تلفزيونية رح تمرق خبره حتى لمدة عشر ثواني... لأنه ببساطة مو من الأقليات". وأضاف: "نحن مكتوب علينا قبل سقوط النظام وبعده يتم دمنا رخيص"، في إشارة إلى ما يراه تمييزاً في تغطية الضحايا إعلامياً.
وتساءل أبو الغيث: "لماذا لم تنتشر قصته حتى عند (دكاكين الثورة)؟"، في حين علّق أبو محمد العمر بغضب: "هذه هي الديمقراطية المزعومة من إرهابيي قنديل وأذنابها".
من جهته، أكد الدكتور أحمد عننبعة على "أنه لا يجوز الإبقاء على ميليشيات خارجة عن القانون، ويجب العمل على اجتثاثها".
وتشير تقارير حقوقية إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها. فوفقاً لمراصد حقوقية، تواصل "قسد" ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك القتل والتعذيب والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري. وتفيد الإحصائيات بوجود 4513 معتقلاً أو مختفياً قسرياً في سجونها، حيث لقي أكثر من 90 منهم حتفهم.
كما تم توثيق حالات تعذيب ممنهج، واعتقالات طالت أقارب منشقين عن "قسد" للضغط عليهم، بالإضافة إلى مداهمات لمراكز طبية لاعتقال جرحى أثناء تلقيهم العلاج.
في الختام، لم يظهر اسم "أسامة" على شاشات التلفزيون أو في العناوين الرئيسية، لكن قصته لا تزال تتردد في الصفحات والمنشورات الفردية، كشاهد على جرح عميق في ذاكرة السوريين، وعلى واقع يصفه البعض بأنه "الظلم بصمت".
فارس الرفاعي - زمان الوصل