الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 10:58 PM

قصيدة من دمشق: صرخة أمل في وجه الفساد والظلم

قصيدة من دمشق: صرخة أمل في وجه الفساد والظلم

في قصيدة مؤثرة، يعبر الشاعر مصطفى عبدالله عثمان عن حبه لدمشق وتوقه إلى الحرية والعدالة، رغم ما يحيط بها من فساد وظلم. يبدأ الشاعر قصيدته بالتأكيد على أن الأحلام لن تنطفئ ما دام النور يشرق، وأن دمشق ستبقى شامخة رغم الدمار الذي أصابها.

يصور الشاعر حالة التمرد التي تجتاح النفوس، وتكاتف الياسمين والنوار في وجه الظلم. كما يصف كيف تحطم الصمت وتقاتل الجوري والصبار، مؤكداً أن دمشق ستبقى بنورها وأريجها عطر الرجال.

ينتقد الشاعر الوضع العربي الراهن، حيث يرى أن العقل غائب وأن من يركبون العروش صغار، وأن إفقار الشعوب أصبح سياسة تؤدي إلى انهيار الأوطان. يكشف عن الفضائح المنتشرة في كل زاوية، وعن الدولة التي تحتار أمام الفساد المستشري.

يصف الشاعر كيف قتلت جيوش الفاسدين الصباح واستباح السمسار المساء، وكيف تزكم أفعالهم أنوف الناس. يتحدث عن تسلل الفاسدين تحت الدجى واستغلالهم للجموع، واستكثارهم على الشعوب نصيبها من الخيرات.

يؤكد الشاعر أن الفاسدين لم يتركوا في الأحلام والصباح إلا بقايا الخراب والشعار، وأن الضباع تعاظمت على مدى ستين عاماً، بينما شعوب الأمة كالقطيع تدار. ينتقد نهب ذئاب الغرب لبعض البلاد، وتآمر التافهين كما العدو.

يشبه الشاعر الفاسدين بأسراب الجراد التي تحول كل مكان تحط فيه إلى صحراء وقفار، مؤكداً أن الأرض ملك الشعب مهما تآمر الحكام وجاروا. يشدد على أن العدل صنو الملك، وأن الظلم في حكم الشعوب دمار، وأن الشعب مثل الفجر لا قيد له.

يختتم الشاعر قصيدته بالتأكيد على أن الليل لن يرهب النهار، وأن النور سيتفجر كلما اشتد الظلام. يدعو دمشق إلى التيْه، مؤكداً أن مجدها وارف وأن الجميع ثوار لأجلها. يرى أن هذا الصباح قد أطل وأن الفجر الجميل لن يحجبه ستار، داعياً دمشق إلى الإشراق في كل فج بنهضة وعمار.

يصف الجراح النازفة بأنها جراحنا، وأن الغار قد أورق على ضفاف الجرح. يشبه السياسة بالبغاء، حيث يتسيد العهار كلما انتشر البغاء. ينتقد تصدر الجاهل في المجالس، وتحكم المقاول بالعباد ونهب الأمصار على أهوائه.

يصف السارقين بالمتخمين الذين باعوا المبادئ واستباحوا الحقوق، مؤكداً أن نهب الحقوق هو استعمار. يلعن القتل الدنيء في الأرض، ويصف الغضب المتفجر الذي يحير الحليم. يرى أن الحياة لعبة قتل تهدف إلى تيه الأبصار في الظلمات.

يؤكد أن الخيانة خسة وتواطؤ، وأنه لا يجوز الحوار مع الخيانة. يدعو زارعي الموت فوق الصدور إلى أن يزرعوا الحب، مؤكداً أنه لا خيار لديهم. يختتم القصيدة بالتأكيد على أنه إذا ضيع الليل الطويل الدروب، فإن الأقمار ستضيء درب النهار.

يذكر أن هذه القصيدة الرائعة كتبها الشاعر في بداية الثورة التي شهدتها سوريا وألقاها في أكثر من مكان. (موقع اخبار سوريا الوطن-2)

مشاركة المقال: