الأربعاء, 23 أبريل 2025 09:41 PM

قلق متزايد: "شات جي بي تي" ينادي المستخدمين بأسمائهم دون إذن.. هل تجاوز الذكاء الاصطناعي حدوده؟

قلق متزايد: "شات جي بي تي" ينادي المستخدمين بأسمائهم دون إذن.. هل تجاوز الذكاء الاصطناعي حدوده؟

أثار روبوت الدردشة الشهير "تشات جي بي تي" موجة من التساؤلات والقلق في أوساط المستخدمين، بعد أن لاحظ عدد منهم أنه بدأ يخاطبهم بأسمائهم الأولى أثناء المحادثات، رغم أنهم لم يزودوه هذه المعلومات من قبل. هذه الظاهرة المفاجئة أشار إليها تقرير نشره موقع "تيك كرانش"، وأصبحت محور نقاش واسع على منصات التواصل الاجتماعي.

ورغم أن النموذج اللغوي معروف بدقته في تحليل النصوص وتوليد الردود، إلا أن استخدامه أسماء المستخدمين من دون إذن صريح دفع البعض الى وصف هذا السلوك بأنه غير مألوف. المطور والمهتم بالذكاء الاصطناعي سايمون ويليسون اعتبر هذه الخاصية "مخيفة وغير ضرورية"، في تعبير عن مخاوف متزايدة من تجاوز الذكاء الاصطناعي للحدود الشخصية.

وعبر منصة "إكس" ، انتشرت عشرات التغريدات التي أعرب فيها المستخدمون عن قلقهم من الطريقة التي أصبح فيها "تشات جي بي تي" يناديهم بأسمائهم. ويطرح هذا السلوك تساؤلات حيال توقيت ظهوره، وعما إذا كان مرتبطاً بميزة "الذاكرة" التي أضافتها شركة "أوبن إيه آي" أخيراً، والتي تهدف إلى جعل الروبوت أكثر تخصيصاً عبر الاستفادة من المحادثات السابقة. لكن المثير للانتباه أن عدداً من المستخدمين أشاروا إلى أن هذه الظاهرة حدثت رغم قيامهم بتعطيل ميزة الذاكرة وإعدادات التخصيص.

في خضم هذه الضجة، تجد شركة "أوبن إيه آي" نفسها أمام تحدٍّ جديد في سعيها الى تقديم تجربة أكثر شخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي. وكان الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، قد صرّح أخيراً بأن نماذج الذكاء الاصطناعي يجب أن "تتعرف عليك طوال حياتك لتكون مفيدة وشخصية لك"، غير أن الواقع يشير إلى أن كثيرين لا يشاركونه الحماسة حيال هذه الرؤية.

وفي السياق نفسه، رصد مقال نشرته عيادة "فالينز" Valens للطب النفسي في دبي ردود الفعل النفسية إزاء مناداة "تشات جي بي تي" للمستخدمين بأسمائهم، موضحاً أن استخدام الاسم الأول يعزز شعور الألفة والمودة. إلا أن الإفراط في استخدام الاسم، خصوصاً من طرف روبوت لا يملك مشاعر أو وعياً، قد يُفسر على أنه تصرف مصطنع ويفتقر الى الصدق، مما يثير الشك في النيات وراء هذا السلوك.

ويشير المقال إلى أن مناداة الأشخاص بأسمائهم تُعد استراتيجية فعالة في بناء العلاقات، إذ تعبر عن التقدير والاحترام، لكنها في المقابل قد تبدو زائفة أو متطفلة عندما تأتي من طرف غير بشري لا يدرك القيمة الرمزية للاسم.

تحديات الخصوصية والثقة تستمر في مرافقة كل تطور يطرأ على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويبدو أن "أوبن إيه آي" أمام اختبار جديد في التوازن بين تخصيص التجربة والحفاظ على راحة المستخدم وأمانه الرقمي.

مشاركة المقال: