الخميس, 5 يونيو 2025 02:02 AM

لافروف يتهم: "تطهير عرقي" في الساحل السوري.. وموسكو تنتقد تجاهل الغرب للجرائم

لافروف يتهم: "تطهير عرقي" في الساحل السوري.. وموسكو تنتقد تجاهل الغرب للجرائم

أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن قلق بلاده البالغ إزاء الأوضاع في سوريا، واصفًا ما يحدث في الساحل السوري بـ "التطهير العرقي". وأشار إلى أن "جماعات مسلحة متطرفة تقوم بقتل الناس على أساس خلفياتهم العرقية والدينية".

وخلال حفل استقبال بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي، الثلاثاء 20 أيار، نقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) عن لافروف قوله إن الوضع في الشرق الأوسط "مثير للقلق بشكل خاص"، وخاصة في سوريا، معتبرًا أن مجموعات من "المسلحين المتطرفين" ترتكب أعمال "تطهير عرقي حقيقية وإعدامات جماعية على أسس عرقية ودينية".

وانتقد لافروف ما وصفه بـ "ميل الدول الغربية إلى تجاهل الجرائم" ما دامت لا تتعارض مع خططها العالمية، قائلًا: "من المدهش كيف يتجاهل الغرب بسهولة الجرائم العديدة في مختلف أنحاء العالم ما دامت لا تمنعه من تعزيز أجندته العالمية، والتمسك بهيمنته المراوغة، ومحاولة الاستمرار في العيش على حساب الآخرين".

وفي خلفية الخبر، أشارت الوكالة الروسية الرسمية إلى اشتباكات وقعت بين قوات الأمن الحكومية والجماعات المسلحة المؤيدة للنظام المخلوع في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص في آذار الماضي، أسفرت عن مقتل نحو 1500 شخص من أبناء المنطقة، وفقًا لـ "تاس".

يأتي الموقف الروسي الذي صنّف أحداث الساحل السوري على أنها تطهير عرقي بعد لقاء الرئيس السوري في المرحلة المؤقتة، أحمد الشرع، مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في السعودية، إذ لم يسبق أن تبنت روسيا موقفًا مناهضًا للحكومة السورية الجديدة قبلها.

وفي أثناء المواجهات التي شهدها الساحل قبل شهرين، رفض المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، التعليق على الأحداث في الساحل السوري، قائلًا: "لا أريد التعليق على مسار هذه العملية، لأننا لا نعرف التفاصيل".

وفي 11 آذار، وصف وزير الخارجية الروسي أحداث الساحل السوري بأنها "انفجار غير مقبول من العنف"، مؤكدًا ضرورة استمرار العملية السياسية لضمان إشراك كافة الأطياف السياسية في البلاد. وأضاف حينها أن روسيا تشعر بقلق عميق إزاء الوضع الحالي في سوريا، مشيرًا إلى أن موسكو تعمل بالتعاون مع المجتمع الدولي لضمان استقرار البلاد وحمايتها من "التهديدات الإرهابية".

وفي تصريح روسي آخر، قال المتحدث باسم "الكرملين"، ديمتري بيسكوف، في 11 آذار، إن روسيا تريد أن ترى سوريا موحدة ومزدهرة ومتطورة وصديقة.

وكان الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قد شكل في 9 آذار الماضي لجنة للتحقيق بأحداث الساحل ومسبباتها، وما خلفته من قتلى في صفوف عناصر الأمن العام السوري، وانتهاكات بحق مدنيين. وجاء تشكيل اللجنة عقب أحداث دامية شهدتها مدن الساحل غربي سوريا، في طرطوس واللاذقية، بدأت شرارتها عقب تحركات لفلول النظام السابق، في 6 آذار الماضي، ما دفع الحكومة لإطلاق حملة أمنية مضادة لتطويق هذه التحركات، وشهدت الحملة اعتداءات من عسكريين موالين للحكومة على مدنيين من أبناء المنطقة.

وأسفرت الأحداث عن 803 قتلى من الأمن العام السوري إلى جانب 803 مدنيين قتلوا على يد عناصر تتبع لفصائل موالية للدولة السورية، لأسباب طائفية، بحسب توثيق "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".

مشاركة المقال: