حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، يوم السبت، كلاً من حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي من مغبة أي عدوان على روسيا، مؤكداً أن الرد سيكون حاسماً. وأشاد في الوقت نفسه بنهج إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المفاوضات، معرباً عن أمل موسكو في استمرار الحوار الروسي–الأميركي لتسوية الأزمة مع أوكرانيا.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، صرح لافروف بأن "ضمان مصالح روسيا وحقوق الروس في الأراضي التي تسيطر عليها كييف هو أساس المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية لكييف". وأضاف أنه يجب تأمين مصالح روسيا الحيوية واستعادة حقوق الروس والناطقين بالروسية في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام كييف، مشدداً على استعداد موسكو لمناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا على هذا الأساس.
وزعم لافروف أن أوكرانيا والأوروبيين لا يدركون خطورة الوضع أو يرغبون في التفاوض بشكل عادل، معرباً عن أمل روسيا في استمرار الحوار الروسي–الأميركي لتسوية الأزمة الأوكرانية. وجدد إشادته بنهج إدارة ترمب، مؤكداً أن موسكو ترى في هذا النهج رغبة في تسهيل إيجاد حلول واقعية للأزمة الأوكرانية وتطوير تعاون عملي دون اتخاذ موقف أيديولوجي.
وتأتي هذه الإشادة على الرغم من تغيير الرئيس الأميركي لموقفه بشأن الحرب، حيث يرى الآن أن أوكرانيا يمكنها استعادة جميع الأراضي التي فقدتها، والتي تقدر بحوالي 20% من إجمالي أراضيها.
وفي سياق آخر، أشار لافروف إلى اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتمديد القيود المفروضة بموجب معاهدة "ستارت" لمدة عام واحد، مؤكداً أن ذلك سيهيئ الظروف لتفادي سباق تسلح استراتيجي. وأوضح أن هذه المبادرة تهدف إلى المساهمة في الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي، شريطة أن تتصرف الولايات المتحدة بطريقة مماثلة وتتجنب اتخاذ خطوات تنتهك توازن إمكانات الردع القائمة.
وأعرب عن اعتقاده بأن تنفيذ المقترح سيساعد في تهيئة الظروف اللازمة لتجنب سباق تسلح استراتيجي والحفاظ على مستوى مقبول من القدرة على التنبؤ في مجال الصواريخ النووية وتحسين المناخ العام في العلاقات الروسية–الأميركية. وتحد معاهدة "نيو ستارت" من عدد الأسلحة النووية التي يمتلكها الجانبان الروسي والأميركي.
وأكد لافروف أن روسيا والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية خاصة تجاه الوضع العالمي وتجنب المخاطر، معتبراً أن توسيع الناتو لا يهدد روسيا والصين فحسب، بل يسعى إلى تطويق أوراسيا بأكملها عسكرياً. وحذر من أن أي عدوان على بلاده سيُقابل برد حاسم، نافياً الاتهامات الموجهة لروسيا بالتخطيط لمهاجمة الناتو ودول الاتحاد الأوروبي.
واعتبر أن الناتو يعاني من ضغوط شديدة في أوروبا، ويخترق المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، مقوضاً الآليات العالمية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ومشكلاً تهديدات ليس فقط للصين وروسيا، بل أيضاً لدول أخرى في المنطقة. واتهم لافروف الغرب بـ"انتهاك" مبدأ عدم استخدام القوة، مشيراً إلى أن الناتو قصف يوغسلافيا وغزا العراق ونفذ عمليات عسكرية في ليبيا.
ولفت إلى أن إسرائيل تستخدم اليوم القوة ضد الفلسطينيين وإيران وقطر واليمن وسوريا ولبنان، محذراً من أن ذلك قد يفجر الشرق الأوسط بأكمله. وأضاف أن روسيا تدعم مبدأ المساواة في السيادة بين جميع الدول، متسائلاً عن سبب انتظار الحكومات الغربية كل هذا الوقت للاعتراف بدولة فلسطين، ومؤكداً على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع حدوث سيناريو أسوأ.
وأوضح لافروف أنه لا يوجد مبرر للقتل الوحشي للمدنيين الفلسطينيين ولا للهجمات الإرهابية ولا للعقاب الجماعي للفلسطينيين في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الغرب يرفض اعتماد مشروع القرار الروسي–الصيني بشأن البرنامج النووي الإيراني بهدف استخدام الابتزاز للحصول على تنازلات أحادية من طهران.
(asharq)