الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 05:34 PM

لماذا صمتت إسرائيل؟ صفقة مقاتلات إف-35 السعودية وتداعياتها الاستراتيجية

لماذا صمتت إسرائيل؟ صفقة مقاتلات إف-35 السعودية وتداعياتها الاستراتيجية

عندما وافقت الإدارة الأميركية على بيع مقاتلات إف-35 المتطورة إلى السعودية، تركزت الأنظار على إسرائيل، التي لطالما رفضت امتلاك دول الجوار أسلحة متطورة. ففي ثمانينيات القرن الماضي، خاضت إسرائيل معركة لمنع بيع الولايات المتحدة طائرات المراقبة AWACS للرياض، وهو ما اعتُبر من أصعب المواجهات في العلاقات الأميركية الإسرائيلية.

في عام 2007، حاولت إسرائيل مرة أخرى منع بيع مجموعات القنابل الذكية JDAMs للسعودية.

السؤال المطروح: لماذا لم تعارض إسرائيل بيع المقاتلات الأميركية الحديثة للسعودية هذه المرة؟

يجيب ياكواف كاتس، مؤسس منتدى السياسة MEAD والباحث في JPPI ورئيس تحرير صحيفة “جيروزاليم بوست” السابق، موضحاً الفوارق بين الماضي والحاضر. ويشير كاتس في مقال له بالصحيفة إلى أن السعودية في عام 2025 ليست كما كانت في الثمانينيات أو حتى في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فقد أصبحت شريكاً استراتيجياً لإسرائيل. ويضيف أن الإسرائيليين يسافرون إلى الرياض لأغراض العمل، والطائرات الإسرائيلية تحلق فوق المجال الجوي السعودي، والطائرات السعودية ساعدت في اعتراض الصواريخ الإيرانية العام الماضي، ويتحدث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن التطبيع.

إضافة إلى ذلك، لن يتسلم السعوديون طائرات إف-35 قريباً. فدول عربية وُعدت بطائرات مماثلة ضمن اتفاقيات أبراهام في عام 2020 لا تزال تنتظر منذ أكثر من خمس سنوات، بسبب مخاوف أميركية من وصول هذه التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين. وكما هو الحال مع هذه الدول، سيمتد الجدول الزمني لتسليم الطائرات للسعوديين سنوات، ويتطلب موافقة الكونغرس ومراجعة البنتاغون. التفاصيل قابلة للتغيير، والتكنولوجيا قابلة للتخفيض، والشروط قابلة للتعديل، بحسب كاتس.

ثانياً، تدرك إسرائيل أن هذه الصفقة جزء من مسار نحو اتفاق تطبيع مع المملكة بوساطة أميركية.

ثالثاً، والأهم، يلزم القانون الأميركي واشنطن بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. وإذا حصلت السعودية على هذه الطائرات، فستطالب إسرائيل بحزمة تعويضات خاصة بها، كما يوضح الكاتب.

ما تريده إسرائيل يُناقش خلف الأبواب المغلقة. أحد الاحتمالات هو الوصول إلى منصات محظورة حالياً، مثل طائرة أف-22 رابتور. خيار آخر هو المشاركة في تطوير منصات أسلحة مستقبلية، مثل المقاتلة الأميركية أف-47. وخيار ثالث هو حزمة مساعدات عسكرية جديدة طويلة الأجل تحل محل مذكرة التفاهم التي تنتهي في عام 2028. وتسعى إسرائيل لوضع إطار عمل مدته 20 عاماً، يتضمن مساعدة مالية لشراء طائرات أميركية الصنع، وبرامج بحث وتطوير مشتركة لأنظمة الأسلحة المستقبلية.

هذا التعاون سيمثل تحولاً في العلاقات الأميركية الإسرائيلية من علاقة مشتر ومورد إلى شراكة استراتيجية حقيقية. وقد تكون النتيجة مزيجاً من هذه الخيارات مع منصات متقدمة، وتعاون تنموي، وحزمة تمويل طويلة الأجل.

بالتالي، قررت إسرائيل عدم مواجهة الولايات المتحدة، والتركيز على إمكانية التطبيع مع السعي لتعظيم المكاسب التي يمكن تحقيقها في المقابل.

يرى الكاتب أن هذه اللحظة تتجاوز مجرد الطائرات المقاتلة، وتصل إلى حدود وضع الخطوط العريضة لنظام إقليمي جديد ناشئ بعد عامين من الحرب مع إيران وحماس وحزب الله والحوثيين.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: