تتوالى التطورات المأساوية جراء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قرية بيت جن في ريف دمشق الغربي، والذي أودى بحياة ثلاثة عشر شخصًا وأسفر عن إصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وفقًا لمصادر طبية موثوقة.
قام مراسل "سوريا 24" بزيارة إلى مشفى المواساة الجامعي للاطلاع عن كثب على أحوال المصابين والاستماع إلى شهاداتهم حول اللحظات المروعة التي عاشوها خلال القصف العنيف الذي بدأ في الساعة الثالثة فجرًا.
روت رابعة، إحدى المصابات، للموقع أنها استيقظت على أصوات الرصاص، وأن حالة من الهلع عمت أرجاء القرية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بالتزامن مع انتشار أنباء عن سقوط قتلى وجرحى. وأضافت أن ابنة سلفتها، البالغة من العمر 17 عامًا، استشهدت في الهجوم، مؤكدة أنها نُقلت مع مصابين آخرين إلى مشفى المواساة لتلقي العلاج والإسعافات اللازمة. كما أشارت رابعة إلى وجود نقص في بعض المستلزمات الطبية داخل المشفى، مطالبة الجهات المعنية بتأمينها على وجه السرعة دون تحميل ذوي المصابين أية أعباء مالية إضافية.
من جهتها، تحدثت الطفلة هدى (12 عامًا) لـ"سوريا 24" عن محاولتها الاحتماء داخل المنزل قائلة: "كنا نحاول الاختباء، لكنني أصبت برصاصة أثناء توجهي إلى الغرفة الثانية، ثم نُقلت إلى مشفى المواساة." وأكدت أن العدوان كان مباغتًا، معتبرة إصابتها نتيجة لمحاولتها النجاة من القصف داخل منزلها.
أكد عدنان سعد الدين، وهو أحد المصابين، أنه أصيب بشظايا قذيفة، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية استهدفت القرية بمختلف أنواع الأسلحة، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق للمنازل والممتلكات الخاصة، بالإضافة إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
وفي حديث خاص للموقع، كشف مدير مشفى المواساة الجامعي، الدكتور أمين سليمان، عن استقبال ست جثث وعشر إصابات جراء العدوان، موضحًا أنه تم إجراء عمليتين جراحيتين، إحداهما لحالة خطيرة والأخرى مستقرة. وأضاف أن بقية الإصابات تتراوح بين المتوسطة والخفيفة، وأن المصابين يتلقون الرعاية اللازمة في غرف الإسعاف والعناية المشددة، مؤكدًا استعداد الكوادر الطبية لاستقبال أي حالات إضافية.
وخلال تفقده للجرحى داخل المشفى، أدان وزير التعليم العالي مروان الحلبي العدوان الإسرائيلي على بيت جن، مؤكدًا في تصريح لـ"سوريا 24" استنفار جميع الكوادر الطبية في المشافي الجامعية لتقديم الرعاية المناسبة للمصابين. وشدد الحلبي على أن القطاع الطبي الجامعي في حالة تأهب كاملة للتعامل مع أي طارئ ناجم عن القصف، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الطواقم الطبية لتأمين أفضل رعاية ممكنة للجرحى.