دمشق-سانا: استضافت دمشق مؤتمراً نظمته الجمعية الأمريكية الدولية لتطوير هندسة التكاليف "AACE" تحت عنوان "قيادة التميز في إعادة إعمار سوريا". شارك في المؤتمر خبراء واستشاريون من سوريا ودول عربية وأجنبية، متخصصون في مجالات الهندسة والبناء والتسويق والحقوق. هدف المؤتمر إلى دعم جهود إعادة إعمار سوريا من خلال تقديم أدوات حديثة في تخطيط المشاريع، وضبط التكاليف، وتحسين حوكمة البنى التحتية، وذلك في فندق البوابات السبع (شيراتون) بدمشق.
تضمن المؤتمر على مدى يومين جلسات حوارية تناولت قوانين الاستثمار في سوريا، والتعديلات الجديدة لتشجيع الاستثمار وشركات المقاولات، والشراكات بين القطاعين العام والخاص (PPP)، وفض النزاعات في مشاريع البناء والاستثمار الأجنبي، وتطوير القوانين لحماية المستثمر الأجنبي لتشجيعه على الاستثمار. كما ناقش المؤتمر محاور تتعلق بإدارة المشاريع، وإدارة الكلف، وإدارة المطالبات بالمشاريع، والاختلافات التي تحدث فيها.
وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل، وخلال مشاركته في جلسة حوارية، أشار إلى أن البناء يحتاج إلى إرادة كبيرة نظراً لحجم التحديات، مؤكداً أهمية المؤتمر في جمع المستشارين والمهندسين لوضع المعايير وتحديد النواقص. وأضاف أن سوريا تشهد تحولاً نحو تفعيل القطاع الخاص، وسيتم إطلاق خمس جمعيات تقنية تضم أكثر من 150 سورياً من الداخل والخارج.
كما لفت هيكل إلى أهمية بناء شخصية سوريا التجارية القادرة على مد الجسور وبناء التحالفات، مؤكداً أن سوريا تسعى لتأمين خدمات اتصالات حديثة تواكب القرن الحادي والعشرين.
رئيس هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي، وخلال جلسة نقاشية، قدم توضيحات حول التسهيلات والمزايا التي يوفرها قانون الاستثمار السوري الجديد، مشيراً إلى أن القانون يهدف إلى تحفيز الاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية، خاصة في ظل التحديات الحالية. واستعرض القطاعات ذات المزايا التفضيلية، مثل التطوير العقاري، مؤكداً أن الهيئة تعمل على تسهيل الإجراءات وتوفير بيئة محفزة لجذب الاستثمارات.
كما أكد الهلالي أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الأهداف الاقتصادية.
رئيس جمعية AACE محمد دعبول، أعلن عن افتتاح فرع للجمعية في سوريا بهدف التواصل مع المجتمع المهني المعني بالهندسة والبناء، وإطلاق مبادرة لدعم المهنيين والمهندسين وطلاب الهندسة. وأشار إلى أن الإعمار وفق المعايير الجديدة يجنب الوقوع في الأخطاء المكلفة.
منظمة المؤتمر ميسر تقي الدين، أوضحت أن الهدف هو تقديم المشاريع الاستثمارية بطريقة صحيحة ونقل الخبرات الدولية إلى سوريا، وتأسيس العقود والبرامج بشكل سليم لتجنب الخلافات. وأشارت إلى مشاركة 25 متحدثاً من خارج سوريا، 20 منهم من أصل سوري.
المحكم الدولي المعتمد والخبير الهندسي خالد النصر، أشار إلى أهمية حوكمة الإجراءات بشكل واضح لتعزيز البيئة التنظيمية وجذب الاستثمارات الأجنبية.
الخبير في الاستشارات الاستراتيجية وتطوير الأعمال عبد العزيز جلب، لفت إلى أهمية شعور الشعب بأنه جزء من التغيير، وضرورة وجود قوانين واضحة وشراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص. وأشار إلى أن أكبر تحد يواجه سوريا حالياً هو عدم توفر البيانات ووضع استراتيجية واضحة.
الخبير في مجالات المبيعات ومدير تطوير الأعمال في تطبيق "كي فايندر سوريا" وسيم هيكل، بيّن دور التطبيقات في تسهيل العمل ووضوح المعلومات، مشيراً إلى أهمية وجود منصة تجمع المستثمر والمطور.
مدير العلاقات الثقافية والدولية في جامعة دمشق عبد السلام زيدان، أشار إلى دور الجامعة في بناء القدرات، موضحاً أن التوجهات الحديثة في إدارة المشروعات تركز على المنهجية الرشيقة، ودور الأفراد، والاستدامة.
شارك في المؤتمر خبراء من دول أجنبية والخليج العربي ومغتربون سوريون، ومقاولون ومختصون في مجال التطوير العقاري، وشركات محاماة، وطلاب الهندسة والاقتصاد.
الجمعية الأمريكية الدولية لتطوير هندسة التكاليف "AACE" هي جمعية مهنية غير حكومية وغير ربحية تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية وتتواجد في أكثر من 50 بلداً، وتعد مرجعاً عالمياً في حل النزاعات بالمشاريع الهندسية.