الأحد, 24 أغسطس 2025 10:49 AM

مجزرة البيضا في طرطوس: شهادات مروعة تروي فظائع النظام السابق

مجزرة البيضا في طرطوس: شهادات مروعة تروي فظائع النظام السابق

طرطوس-سانا: تحولت قرية البيضا، الواقعة على بعد 12 كيلومتراً جنوب مدينة بانياس في محافظة طرطوس، في أيار من عام 2013، إلى ساحة لمجزرة بشعة ارتكبتها قوات النظام البائد. ووفقاً لشهادات الأهالي ومصادر محلية، فقد راح ضحيتها 250 شهيداً من سكان القرية، من بينهم أطفال ونساء وشيوخ.

أكد رئيس بلدية البساتين، عمر جميل وحود، أن قوات الدفاع الشعبي والأمن العسكري وجيش النظام السابق حاصروا القرية في مطلع أيار 2013، وبدأوا بتمشيط الحارة الجنوبية وصولاً إلى ساحة القرية. وأضاف أنه جرى تجميع العائلات في مجموعات، قبل أن تبدأ عمليات القتل الجماعي والتنكيل، التي تخللتها أعمال حرق للمنازل وسلب للممتلكات. وأوضح أن المجزرة أدت إلى استشهاد 250 شخصاً، معظمهم من المدنيين العزل.

يروي خالد أحمد بياسي، أحد سكان القرية الذي فقد ابنه في المجزرة، قائلاً: "داهمت القوات القرية من جميع المحاور، ولم ينجُ أحد من نيرانهم، حتى الأطفال لم يسلموا. رأيت بعيني كيف أُعدم طفل يبلغ من العمر شهرين فقط، لمجرد أنه كان يبكي".

أما مصطفى محمد طه، الذي فقد والده العاجز، إلى جانب عدد من أفراد أسرته، فيقول: "لم يكتفوا بالقتل، بل أحرقوا منزلي ومحلي التجاري بالكامل".

ويؤكد أسامة علي بياسي أن النظام البائد أباد عائلات بأكملها، بينما يشير هيثم القاضي إلى أن 35 فرداً من أسرته، بينهم إخوة وأبناء إخوة، قضوا في المجزرة.

ويروي ضرار يوسف تفاصيل اللحظات الأولى قائلاً: "في الساعة السابعة صباحاً سمعنا صوت انفجار، ثم بدأت الشبيحة بتجميعنا في منزل واحد. أُعدم أخي لقمان أمام والدته، رغم توسلاتها، وعندما خرجت رأيت جثثاً في كل مكان، قتلوا الناس بأبشع الطرق".

سُمّيت القرية بالبيضا نسبة إلى لون تربتها، ويقدر عدد سكانها بنحو 5780 نسمة وفقاً لإحصائية عام 2016. تحدها شمالاً مدينة بانياس، وشرقاً بلدة الخريبة، وجنوباً متن الساحل. اليوم، تبقى البيضا رمزاً للمأساة، وندبة في ذاكرة السوريين، تروي للأجيال القادمة فصولاً من الألم، وتؤكد أن العدالة لا تسقط بالتقادم، وأن الجرائم التي ارتكبها النظام البائد لن تُمحى من سجل التاريخ.

في سياق توثيق الجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحق المدنيين، تبرز مجزرة قرية البيضا في ريف طرطوس كواحدة من أبشع الفصول في تاريخ الانتهاكات. وتأتي هذه المجزرة ضمن سلسلة من الأحداث التي شهدتها البلاد خلال سنوات القمع، حيث استخدمت فيها أدوات القتل الجماعي والتنكيل والتدمير الممنهج. وتسعى الحكومة السورية الجديدة، عبر مؤسساتها الإعلامية والرسمية، إلى كشف الحقائق وتوثيقها بما يضمن عدم تكرارها.

مشاركة المقال: