الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 02:02 PM

مجزرة مروعة في غزة: الاحتلال يستهدف الصحفيين والطواقم الطبية في مستشفى ناصر

مجزرة مروعة في غزة: الاحتلال يستهدف الصحفيين والطواقم الطبية في مستشفى ناصر

يوسف فارس: في عمل وحشي بثّ مباشرة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بشعة بحق الصحفيين في قطاع غزة، بالإضافة إلى عدد من الممرضين وأفراد الإسعاف والدفاع المدني.

وقعت الجريمة المزدوجة في مستشفى «ناصر» الحكومي في مدينة خانيونس جنوب القطاع. استهدف العدو مبنى الياسين بقذيفة أولى، مما أسفر عن استشهاد مصور وكالة «رويترز»، حسام المصري. وبينما كان عدد من الصحفيين يتجمعون مع رجال الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني، سقطت قذيفة ثانية خلال بث مباشر للقنوات الفضائية، مما أدى إلى استشهاد أربعة صحفيين آخرين. الضحايا هم الصحفية المتعاونة مع وكالة «أسوشيتدبرس»، مريم أبو دقة، ومصور قناة «الجزيرة»، محمد سلامة، والمصور معاذ أبو طه، والصحافي في وكالة «قدس فيد»، أحمد أبو عزيز، بالإضافة إلى 11 شهيداً آخرين، بينهم أطباء وممرضون وضابط في جهاز الدفاع المدني.

وفي مساء اليوم نفسه، اغتال جيش الاحتلال الصحافي حسن دوحان بطلق ناري استهدفه داخل خيمته في مواصي خانيونس.

التحقيقات التي نشرها العدو حول الحادث زعمت، كالعادة، أن الجنود شعروا بالتهديد بسبب وجود كاميرا تراقبهم في منطقة العمليات. ووفقاً لصحيفة «هآرتس»، تلقى الجنود أمراً باستهداف مصدر التهديد بصاروخ من طائرة مسيرة، لكنهم أطلقوا قذيفة دبابة ثم قذيفة أخرى.

هذا التبرير المكرر، الذي دحضته وقائع الحادث الموثقة على الهواء مباشرة، يتنافى مع شهادات شهود عيان الذين أكدوا وجود طائرة مسيرة لم تغادر سماء مسرح الحدث قبل وأثناء الاستهداف. هذا يؤكد أن الجريمة كانت مقصودة، ونفذها العدو بطريقة المصيدة، حيث تعمد اغتيال الصحافي الأول، ثم استغل تجمع الصحفيين الذين يعرفهم بأسمائهم وهوياتهم والجهات الدولية التي يعملون لصالحها، ونفذ عملية الاغتيال الثانية بهدف كسر عدسة الكاميرا التي تنقل الصورة عبر الوكالات الدولية إلى الإعلام الغربي والدولي.

يرى الصحفيون أن عملية الاستهداف هي امتداد لحملة مقصودة لإسكات صوتهم.

الأمر الذي لم يكن متوقعاً هو نقل الجريمة بوضوح على الهواء مباشرة، مما اضطر مكتب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى إصدار بيان يعرب فيه عن «أسفه» لمقتل الصحفيين والممرضين والأطباء، مدعياً أنه سيفتح تحقيقاً في الحادثة، متجاهلاً عشرات الجرائم المماثلة، وآخرها قبل أسبوعين فقط، عندما اغتيل طاقم قناة «الجزيرة» في غزة كاملاً، وعلى رأسه الصحافيان أنس الشريف ومحمد قريقع. وفي مطلع أيار الماضي، قصف العدو بشكل متعمد خيمة الصحفيين في محيط مجمع «ناصر» الطبي، مما أسفر عن استشهاد أربعة صحفيين حرقاً، ثم عاود قصف قسم الاستقبال والطوارئ واغتال الصحافي حسن أصليح وهو على فراش المرض. وفي مطلع عملية «مركبات جدعون»، اغتال الاحتلال الصحافي حسام شبات. وبالمجزرة الأخيرة، يرتفع عدد الشهداء من الصحفيين منذ بداية الإبادة في قطاع غزة إلى 246 صحافياً، وهو ما يمثل سابقة من حيث أعداد الصحفيين القتلى في الحروب الحديثة، متجاوزاً الحربين العالميتين الأولى والثانية، وحروب العراق وأفغانستان ولبنان وإيران واليمن وسوريا.

وفي إطار ردود الفعل نفسها، أعربت وكالتا «رويترز» و«أسوشيتدبرس» عن أسفهما لمقتل الصحفيين، فيما عبرت وزارة الخارجية الألمانية عن شعورها بـ«الفزع والصدمة لمقتل عدد من الصحفيين وأفراد الطوارئ والمدنيين في غارة جوية إسرائيلية على مستشفى ناصر». ودعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى إجراء تحقيق في الواقعة، في حين دانت الخارجية البريطانية «القصف الإسرائيلي المروع الذي استهدف المستشفى»، وطالب وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، عبر منصة «إكس»، بحماية المدنيين والطواقم الطبية والصحفيين. وأعرب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن استيائه، وقال إن «الوضع في غزة مروع ولا يعجبني استهداف الصحفيين».

وفي الميدان، يرى الصحفيون أن عملية الاستهداف هي امتداد لحملة مقصودة لذاتها تهدف إلى إسكات صوت الصحفيين الذين تسببت تغطياتهم المتواصلة في صناعة رأي عام دولي معاد لدولة الاحتلال. ومع ذلك، نظم الصحفيون في مستشفى «ناصر» وقفة احتجاجية أكدوا فيها مواصلة العمل الصحافي وفضح جرائم الاحتلال، أياً كانت التحديات والتضحيات والأكلاف.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: