الجمعة, 22 أغسطس 2025 01:49 PM

مجلس الأمن قلق إزاء الوضع الإنساني "الكارثي" في سوريا ويدعو إلى حلول عاجلة

مجلس الأمن قلق إزاء الوضع الإنساني "الكارثي" في سوريا ويدعو إلى حلول عاجلة

أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، عن قلقه البالغ إزاء الوضع في سوريا، واصفاً إياه بأنه "لا يزال هشاً للغاية". وخلال إحاطة قدمها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف أمام اجتماع لمجلس الأمن في نيويورك، أوضح بيدرسن أن العملية الانتقالية "تمر بمرحلة دقيقة"، على الرغم من تراجع العنف في محافظة السويداء.

وحذر بيدرسن من أنه "في غياب تدابير ملموسة وملزمة أكثر، بما في ذلك بناء الثقة، سيكون وقف النار مهدداً بالبقاء هشاً". كما عبَّر عن قلقه من أن "شهراً من الهدوء العسكري النسبي يخفي وراءه مناخاً سياسياً متدهوراً، مع تصاعد حدة الخطاب التصعيدي"، مشيراً إلى استمرار العمليات البرية للجيش الإسرائيلي في جنوب غربي سوريا، معتبراً أن "هذه الأعمال غير مقبولة". ورحب بالاجتماع الوزاري بين سوريا وإسرائيل في باريس هذا الأسبوع، مؤكداً أن "هناك مجالاً واضحاً لمعالجة القضايا دبلوماسياً ومن دون مزيد من المواجهة".

وتزامن اجتماع مجلس الأمن مع ذكرى هجوم الغوطة بالأسلحة الكيماوية عام 2013، حيث حض بيدرسن على "مضاعفة جهود المجلس نحو المساءلة وحماية المدنيين، وتجديد التزام مساعدة سوريا على الخروج من ماضٍ مظلم نحو مستقبل أكثر إشراقاً".

وفي سياق متصل، أشار بيدرسن إلى المرسوم الذي يرسي إطاراً لإجراء انتخابات غير مباشرة لثلثي أعضاء مجلس الشعب المؤقت في سوريا، مضيفاً أن "نجاح هذه العملية يتطلب اتخاذ تدابير تضمن الشفافية والانفتاح، وتُشرك فيها كل الفئات السورية الرئيسية – وليس فقط الأفراد الموثوق بهم – ناخبين ومرشحين، مع مشاركة متساوية وواضحة للنساء".

وشدد على أن "الطريق إلى سوريا ذات سيادة وسلمية وشاملة يتطلب شجاعة التنازل، والانضباط اللازم لاحترام سيادة القانون، والحكمة اللازمة لتذكر أن الوحدة لا تبنى بالقوة وسفك الدماء، بل بالتفاهم والحوار".

من جانبه، ركَّز وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة، توم فليتشر، على أربع نقاط، مشيراً إلى أن الوضع في السويداء "يذكرنا بأن الأزمة الإنسانية لم تنتهِ بعد". وأوضح أن "16 مليوناً من السوريين لا يزالون في حاجة إلى الدعم الإنساني"، وأنه على رغم صمود وقف النار في السويداء، فإن "الاشتباكات المتقطعة لا تزال مستمرة"، موضحاً أن أكثر من 185 ألفاً نزحوا في كل أنحاء السويداء، ودرعا وريف دمشق وما وراءها، واصفاً الوضع هناك بأنه "كارثي".

وأفاد فليتشر بأنه "على رغم تحديات التمويل والأمن، تُقدّم الأمم المتحدة وشركاؤها أكبر قدر ممكن من الدعم المنقذ للحياة"، داعياً جميع المانحين إلى "مواصلة دعم سوريا والوفاء بالتعهدات السخية التي قُطعت في مؤتمر بروكسل في مارس (آذار) الماضي".

ورحب فليتشر بـ"التقدم الدبلوماسي الذي أحرزته الأردن، وتركيا، والولايات المتحدة، وفرنسا ودول المنطقة، والسلطات السورية"، معتبراً أن ذلك "يشكل أساساً متيناً لتحول مُلحّ من نهج قائم على المساعدات الإنسانية إلى مسار إنمائي أقوى". وطلب من أعضاء مجلس الأمن "عملاً سياسياً للحفاظ على السلام في السويداء، ومنع أي تصعيد مستقبلي من هذا النوع".

مشاركة المقال: