الخميس, 18 سبتمبر 2025 08:46 PM

محادثات سورية إسرائيلية في لندن برعاية أمريكية: تقدم ملحوظ واتفاقيات أمنية مرتقبة

محادثات سورية إسرائيلية في لندن برعاية أمريكية: تقدم ملحوظ واتفاقيات أمنية مرتقبة

استضافت لندن يوم الأربعاء جولة جديدة من المحادثات السورية الإسرائيلية، وهي الثالثة منذ بدء هذا المسار. حضر الاجتماع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بالإضافة إلى المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك.

أفادت مصادر إعلامية، بما في ذلك أكسيوس ووسائل إعلام إسرائيلية، بأن اللقاء الذي استمر خمس ساعات شهد "تقدماً ملحوظاً"، ولكنه لم يصل بعد إلى اتفاق نهائي. يأتي هذا الاجتماع في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي في الجنوب السوري، مما يزيد من تعقيد الوضع.

نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في وزارة الخارجية السورية أن سوريا وإسرائيل تتجهان نحو إبرام اتفاقيات أمنية بحلول نهاية عام 2025، تركز بشكل أساسي على الجوانب الأمنية والعسكرية.

وذكرت قناة الجزيرة نقلاً عن مصدر حكومي سوري، أن دمشق أكدت خلال لقاء لندن على التمسك باتفاق فك الاشتباك لعام 1974، واقترحت انسحاب إسرائيل من المناطق المحتلة بعد 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وإعادة نشر قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في المنطقة العازلة، مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية.

في المقابل، كشفت صحيفة أكسيوس الأميركية أن إسرائيل قدمت لسوريا مقترحاً تفصيلياً لاتفاق أمني جديد، يعتمد على نموذج اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، ويقسم المنطقة الممتدة من جنوب غرب دمشق إلى الحدود مع إسرائيل إلى ثلاث مناطق أمنية متفاوتة في مستوى التسلح، مع إعلان المنطقة الممتدة حتى الحدود "منطقة حظر جوي كامل" وتوسيع المنطقة العازلة.

مقابل هذه القيود، تعد إسرائيل بانسحاب تدريجي من المناطق السورية التي احتلتها مؤخراً، مع التمسك بموقع استراتيجي على قمة جبل الشيخ. وأشار مسؤول إسرائيلي رفيع لأكسيوس إلى أن الحفاظ على "ممر جوي نحو إيران عبر سوريا" يمثل عنصراً أساسياً في المقترح.

الرئيس السوري أحمد الشرع صرح لرويترز بأن الاتفاق مع إسرائيل ضرورة، مؤكداً على ضرورة احترام المجال الجوي السوري ووحدة أراضي البلاد. وأوضح أن المحادثات الأمنية قد تؤدي إلى نتائج قريبة، وأن نجاح الاتفاق الأمني قد يفتح الباب أمام تفاهمات أخرى، لكن السلام والتطبيع ليسا مطروحين حالياً.

على صعيد آخر، يستعد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لزيارة واشنطن، في خطوة وصفتها أكسيوس بأنها "تاريخية". وتأتي الزيارة في إطار مساع سورية لرفع العقوبات، ولا سيما عقوبات "قيصر". وسيلتقي الشيباني خلال الزيارة بعدد من المشرعين الأميركيين، ويعقد اجتماعاً مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.

السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أشار إلى أن الكونغرس مستعد لمناقشة رفع العقوبات عن دمشق في حال أقدمت على "خطوات جدية" نحو إبرام اتفاق أمني مع إسرائيل والانضمام إلى تحالف دولي ضد تنظيم داعش.

بالتوازي مع ذلك، يستعد الرئيس السوري أحمد الشرع لزيارة نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيلقي كلمة سوريا يوم 24 سبتمبر/أيلول الجاري.

تشير هذه التطورات إلى أن المحادثات السورية الإسرائيلية تتجه نحو مزيد من الزخم السياسي والدبلوماسي، في ظل الضغوط الإسرائيلية الأمنية، والانفتاح الأميركي عبر ملف العقوبات، والتحرك السوري على الساحة الدولية.

مشاركة المقال: