كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن العاصمة الإيطالية روما ستستضيف خلال الأيام المقبلة جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، تهدف إلى وضع جدول زمني وخارطة طريق محتملة لإحياء الاتفاق النووي. وبحسب التقرير، فإن المحادثات ستركز على وضع إطار عام لاتفاق جديد، إلا أن الصحيفة حذّرت من أن أي اتفاق لن يكون فعالاً ما لم يشمل جرداً دقيقاً للمواد والبنية التحتية النووية التي تمتلكها إيران حالياً، معتبرة أن تجاهل هذه النقطة سيكون بمثابة مخاطرة كبيرة.
مخاوف من غياب الشفافية والتعاون
قال ديفيد أولبرايت، المفتش السابق لدى الأمم المتحدة ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي، إن أي اتفاق يجب أن يبدأ بتعاون كامل من إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشدداً على ضرورة بناء الثقة لضمان الالتزام الصارم بالقيود على التخصيب النووي. ورغم الزيارة الأخيرة التي قام بها مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي إلى طهران، لا تزال التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت السلطات الإيرانية ستقدّم البيانات والمعلومات المطلوبة بشأن برنامجها النووي. وقد دعا غروسي إيران إلى تكثيف التعاون لتأكيد سلمية البرنامج.
رسائل متباينة من طهران وواشنطن
بينما يسود التفاؤل الحذر بشأن إمكانية تحريك الجمود في الملف النووي، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أنه "لا يشعر بتفاؤل مفرط أو تشاؤم مفرط" حيال مستقبل المفاوضات، في حين شدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على موقفه الرافض لامتلاك إيران أي قدرات نووية، مشيراً إلى رغبته في أن تصبح إيران دولة "مزدهرة ورائعة"، وفق تعبيره. وكان ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 خلال ولايته الأولى عام 2018، معيداً فرض العقوبات على طهران، وهو ما دفع إيران إلى خرق بنود الاتفاق وزيادة إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب.
إيران تضع شروطاً صارمة للتفاوض
وفق مصادر إيرانية مطلعة، فإن طهران تتمسك بعدد من "الخطوط الحمراء" في أي تفاوض جديد، أبرزها رفض تفكيك أجهزة الطرد المركزي أو خفض مخزون اليورانيوم، إلى جانب رفض إدراج برنامجها الصاروخي في أي اتفاق. ورغم التباعد في وجهات النظر، لا تزال واشنطن وطهران تعلنان التزامهما بمواصلة المسار الدبلوماسي، وسط جهود دولية لحلحلة الأزمة التي تعود جذورها لأكثر من 20 عاماً.