الجمعة, 28 نوفمبر 2025 01:51 AM

محمد س حمود: حوار فني معاصر يجمع بين اللوحة والمنحوتة في رؤية بصرية فريدة

محمد س حمود: حوار فني معاصر يجمع بين اللوحة والمنحوتة في رؤية بصرية فريدة

يُقدّم التشكيلي محمد س حمود (السلمية/1951) تجربة فنية فريدة، تجمع بين اللوحة والمنحوتة في حوار بصري معاصر. على الرغم من التوائم الظاهرة بين أعماله، إلا أن التأمل الدقيق يكشف عن اختلافات جوهرية، تعود إلى طبيعة النحت والرسم والخامات المستخدمة.

يستوحي حمود عناوين أعماله من المشهدية البصرية التي يسعى لتكوينها بين اللوحة والمنحوتة.

عناوين من وحي المشهدية

يستمد حمود عناوين أعماله من المشهدية البصرية التي يخلقها بين هذين المجالين الفنيين. تتنوع الأشكال والحالات التي يعرضها، من طيور وأسماك وشخوص وبورتريهات، تغلفها هالة من الأسطورة والخيال والرمز. تظهر كائنات تتوالد من ذاتها، وأخرى تتلاشى ملامحها، بالإضافة إلى جسد على شكل ساعة رملية، وآخر برأس مشوه، والعديد من الأعمال التي تصور التفاح، كيد تحمل بقايا تفاحة وأخرى مرتبطة بحبل طويل. كما نرى طيوراً تمد أجسادها استعداداً للطيران، وأسماكاً تجمع في أجسادها أجزاءً بشرية. يؤكد حمود أن هذا التنوع مقصود، وأن لكل عمل غايات ضمنية واسعة، فمن غير المقبول أن تكون اللوحة أو المنحوتة بلا هدف أو رسالة.

تقنيات وخامات متعددة

يستخدم الفنان في لوحاته ألوان الزيت والمائي والإكريليك مع الرصاص، ويختار ما يناسب المنحوتة، معتبراً إياها قاعدة للعمل الآخر. يعتمد في اختيار الخشب على المتوفر في محيطه، وبما أن خشب الزيتون متوفر بكثرة في طرطوس حيث يقيم، فإنه يطوعه في منحوتاته. يضيف: "الشجرة المباركة تعطي عملاً جميلاً دائماً، خاصة وأن جذوعها مليئة بالتعرّقات التي تظهر في القطع النحتية بشكل لافت. كما استخدمت خشب السنديان والبلوط والرمان". تجدر الإشارة إلى اهتمامه بخلفية اللوحات، التي تضفي بعداً وقراءة مختلفة عن المنحوتة، خاصة مع تركيزه على اللونين الأخضر والأزرق، بينما يمكن رؤية المنحوتة من مختلف الجهات باللون البني.

قواعد فنيّة

يهتم التشكيلي بقواعد فنية تميزه، في مقدمتها الاختزال والتضمين، القادرين على نقل المتلقي إلى مساحات واسعة من الدلالات والإشارات. مثال على ذلك منحوتته/لوحته عن جسد على هيئة تجويف مائل، يبرز منه رأسان صغيران، كأن الذين نحبهم ينبتون من صدورنا. وفي عمل آخر يخرج جسد من عنق، وفي ثالث كائن يضم جناح طائر وذيل سمكة ورأساً بشرياً، وفي رابع ينشق طير من جذع بفم مفتوح، كما لو أن الكائنات تتخلى عن أبدانها ليختلط الريش بالزعانف والمفاصل، فتصبح حرة من قيود الصياغة الأولى، لكنها لن تكون بلا معاناة مهما تمرّدت وتحوّلت.

يجمع حمود بين البساطة والغموض في آن معاً، ففي حين تبدو بعض أعماله مقروءة، تأتي أخرى محملة بأفكار ومقاصد مختلطة.

بساطة وغموض معاً

يجمع حمود في أعماله بين البساطة والغموض، فبعضها يبدو واضحاً وقابلاً لتعدد القراءات، بينما البعض الآخر فلسفي ومبهم ومحمل بأفكار ومقاصد مختلطة، تتجاوز الهم الشخصي نحو العام، مع أنه لا يبتعد عما نعرفه في التاريخ والعمارة والتراث الشعبي. هذا ما يجعله تشكيلياً متمكناً، أنشأ هويته الخاصة، وتجربته في التوليف بين اللوحة والمنحوتة هي نتيجة لممارسة وتجريب وإجادة اكتسبها عبر الزمن والعمل. يؤكد أنه أقدم نحات في طرطوس، حيث عرض فيها أول مرة عام 1969. من بين معارضه معرض في المركز الثقافي في أبو رمانة، ومعرضان في السلمية، ومعرض "تحية إلى الفنان الرائد الراحل مجيب داوود" في ثقافي طرطوس، بالإضافة إلى العديد من المشاركات الجماعية.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: