الأحد, 20 أبريل 2025 11:08 AM

مسؤول أميركي سابق: مستقبل سوريا مجهول وإسرائيل أعادت رسم خريطة المنطقة لعقود

مسؤول أميركي سابق: مستقبل سوريا مجهول وإسرائيل أعادت رسم خريطة المنطقة لعقود

أكد سيباستيان جوركا، مدير مكافحة الإرهاب الأميركي السابق، في مقابلة مع شبكة بريتبارت نيوز، أن المشهد السوري يعيش مرحلة غامضة بالكامل بعد سقوط نظام بشار الأسد، مشيرًا إلى أن التوازنات على الأرض باتت أكثر تعقيدًا مع تزايد القوى الفاعلة وتعدد مناطق النفوذ.

وتحدث جوركا عن الزعيم الذي تولّى إدارة البلاد بعد الإطاحة بالأسد، في إشارة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، واصفًا إياه بأنه يملك علاقات قديمة وعميقة مع جماعات إسلامية متطرفة، وهو أمر وصفه بـ”المقلق”.

ومع ذلك، أشار إلى أن سقوط الأسد ساهم في تعطيل التحركات الإيرانية والتركية داخل سورية.

وأضاف جوركا أن واشنطن ما تزال تجهل طبيعة النظام الجديد الذي حلّ محل الديكتاتورية، موضحًا أن الشرع أعلن مؤخرًا اعتماد الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع، رغم أن البلاد تضم مكونات دينية وإثنية متعددة مثل الأكراد والمسيحيين والعلويين والدروز، مما يجعلها بعيدة عن كونها “دولة سنية صرف”.

كما أشار إلى أن موقف القيادي المعروف بـ”الجولاني” ما زال غير محسوم.

وفي قراءته لخريطة السيطرة داخل سورية، قال جوركا إن الأكراد وقوات سورية الديمقراطية يهيمنون على الشرق، بينما تفرض إسرائيل وجودها في الجنوب، وتحتفظ تركيا باستثمارات واسعة، وأضاف : “إذا زعم أحد أنه يعرف مستقبل سورية فهو ببساطة لا يقول الحقيقة. الأوضاع هناك متقلبة بشكل كامل”.

وتطرّق جوركا إلى تأثيرات ما بعد هجوم 7 أكتوبر، معتبرًا أن ما قامت به إسرائيل ساهم بشكل جزئي في انهيار نظام الأسد، لكنه شدد على أن التأثير الأكبر كان في إعادة تشكيل موازين القوى الإقليمية، قائلًا: “ما فعلته إسرائيل سيترك أثرًا في الشرق الأوسط لقرن من الزمان على الأقل”.

كما أثنى على الجهود الإسرائيلية في مواجهة النفوذ الإيراني، مبينًا أن “حماس” و”حزب الله” لم يُقصَوا تمامًا، لكن قوتهم تراجعت بشكل واضح.

وفيما يخص الاستراتيجية الأميركية لمكافحة الإرهاب، قال جوركا إن الرئيس السابق دونالد ترامب أعاد رسم ملامح الأمن القومي، حيث أنهى سياسة التريث في التعامل مع الجهاديين، ومنح مستشاره للأمن القومي مايك والتز صلاحيات واسعة لتنفيذ ضربات مباشرة دون الحاجة لرجوعه، ما عُدّ تغييرًا جوهريًا في آليات العمل العسكري.

وسرد جوركا مثالًا على ذلك من خلال عملية في ولاية بونتلاند بالصومال، حيث تم تصفية عناصر من تنظيم داعش كانوا خاضعين للمراقبة منذ عهد الرئيس جو بايدن دون أي إجراء فعلي سابق ضدهم.

كما تابع الحديث عن سلسلة ضربات لاحقة استهدفت مواقع في العراق وسورية، قبل أن تصل إلى أكبر عملية عسكرية نُفّذت في عهد ترامب، وهي قصف مواقع الحوثيين في اليمن، ردًا على أكثر من 140 هجومًا استهدف سفنًا أميركية خلال فترة حكم بايدن.

وفي ختام حديثه، انتقد جوركا ما وصفه بـ”التحريف الإعلامي” لعبارة “أميركا أولًا”، مشددًا على أن ترامب لم يكن انعزاليًا، بل طالب الحلفاء بالمشاركة الجدية لحماية المصالح المشتركة. واستشهد بموقفه من ملف غزة الذي، بحسب تعبيره، دفع بعض الدول المترددة لاتخاذ مواقف واضحة.

شبكة شام

مشاركة المقال: