الثلاثاء, 29 أبريل 2025 04:23 PM

معاناة السوريين العائدين من لبنان: ابتزاز مالي وانتهاكات حقوقية على المعابر

معاناة السوريين العائدين من لبنان: ابتزاز مالي وانتهاكات حقوقية على المعابر
يواجه السوريون العائدون من لبنان إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سوريا تحديات كبيرة خلال رحلة عودتهم، التي تستغرق من ثلاثة إلى خمسة أيام. تشمل هذه الرحلة تعقيدات مالية واستغلالاً إنسانياً مستمراً. تبدأ الرحلة من كراجات بيروت حيث تختار العائلات المعابر المناسبة، ثم ينتقلون عبر سيارات أو حافلات باتجاه الحدود اللبنانية-السورية. **عقبات الطريق** يواجه العائدون محطات تفتيش في مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث يُضطرون لدفع مبالغ مالية مرتفعة عند الحواجز. يلجأ بعضهم إلى المهربين لتجاوز هذه العقبات، مما يزيد من التكلفة الإجمالية للرحلة لتصل أحياناً إلى 500 دولار للشخص الواحد فوق سن 11 عاماً. تختلف المسارات حسب المعبر المختار، وغالباً ما تمر عبر حمص وحلب وصولاً إلى إدلب، مع رسوم إضافية تُفرض في هذه المناطق. **مراكز الاستغلال** المعاناة تتفاقم عند معبر "عون الدادات"، الذي يفصل مناطق سيطرة "قسد" عن مناطق المعارضة. في هذه المنطقة، تُعرف "ساحة زكوري" بأنها مركز للابتزاز المالي، حيث يتعرض العائدون للاستغلال ويُجبرون على دفع مبالغ غير قانونية للعبور. ينتظر العائدون في هذه الساحة أياماً في ظروف صعبة بدون أي خدمات أساسية. **تجارب العائدين** يروي العائدون قصصاً عن الاستغلال المالي وسوء المعاملة على طول الطريق. شادي، أحد العائدين، ذكر أن تكاليف رحلته تجاوزت 800 دولار، بسبب الرسوم المفروضة على الحواجز والمهربين. من جهتها، وصفت أم فراس رحلتها بأنها "تجارة بشرية"، حيث كانت مليئة بالتعسف والصعوبات، مؤكدة أنها شعرت بالغربة داخل وطنها. **فساد على المعابر** يشترك أطراف النزاع المختلفة، بما في ذلك "قسد" والفصائل المعارضة، في استغلال العائدين مادياً على المعابر. تُعتبر "ساحة زكوري" رمزاً لهذه الممارسات، حيث ينشط المسؤولون المحليون في تغطية أعمال الابتزاز. هذه الانتهاكات تعكس انتشار الفساد بين الأطراف المتورطة. **أوضاع إنسانية صعبة** تعاني العائلات العائدة من غياب الخدمات الأساسية مثل الرعاية الطبية والمواد الغذائية. على الرغم من تقديم بعض المساعدات من قبل فرق الدفاع المدني السوري، إلا أن هذه الجهود لا تغطي احتياجات العائدين الكبيرة. ومع وجود حالات طبية عاجلة، تبدو آفاق تحسين الأوضاع ضئيلة. **واقع العودة** تحولت رحلة العودة من لبنان إلى شمال سوريا إلى تجربة قاسية مليئة بالتحديات. يعاني العائدون من الابتزاز والممارسات غير القانونية، مع غياب حلول تضمن حقوقهم الإنسانية وأمانهم. في ظل هذه الانتهاكات، تبقى العودة إلى "المناطق المحررة" هدفاً بعيد المنال بالنسبة للكثيرين، الذين يعانون من التكاليف المالية الكبيرة والمعاناة الجسدية والنفسية.
مشاركة المقال: