كشفت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن مصدر رفيع في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أن التعامل الأميركي مع الملف السوري لا يزال مشروطاً ومحسوباً بدقة، في ظل متابعة حثيثة لمسار التغييرات داخل النظام السوري.
ووفقاً للمصدر، فإن واشنطن تنتظر من دمشق إثبات قدرتها على تطهير مؤسسات الدولة من التيارات المتشددة، والنجاح في بناء حالة توافق داخلي تشمل مختلف المكونات السورية، وخصوصاً الأقليات.
وأشار المسؤول إلى أن أحد أبرز الأهداف الأميركية في سوريا يتمثل في منع عودة النفوذ الإيراني وتنظيم الدولة، مع التركيز على تحقيق استقرار طويل الأمد.
وكان دبلوماسي أميركي قد سلّم في فبراير الماضي مبعوثاً سورياً، يعتقد أنه وليد الشيباني، قائمة تضم ثماني خطوات، اعتبرتها واشنطن ضرورية للشروع في أي تخفيف للعقوبات المفروضة على دمشق.
ومن بين أبرز هذه المطالب: منح القوات الأميركية مجالاً لتنفيذ عمليات ضد الإرهاب داخل الأراضي السورية. كما شملت القائمة دعوة لوقف جميع الأنشطة السياسية والميليشياوية المرتبطة بتنظيمات فلسطينية، إضافة إلى ترحيل بعض الشخصيات التابعة لتلك الجماعات، في سياق تهدئة مخاوف إقليمية، خاصة إسرائيلية.
وأكد المصدر أن واشنطن تضع ضمن أولوياتها أيضاً تعزيز جهود التحالف الدولي، لاسيما في ما يُعرف بعملية "العزم الصلب" ضد تنظيم الدولة، لكنها في المقابل تخطط لإعادة تقييم وجودها العسكري على الأرض السورية خلال المرحلة المقبلة.
واختُتمت التصريحات بالتشديد على أن صانع القرار الأميركي "لن يكتفي بالتصريحات الصادرة من دمشق، بل ينتظر تحولات ملموسة على الأرض."