الأحد, 24 أغسطس 2025 02:26 AM

من إدلب إلى دمشق: "أطباء بلا حدود" توسع برنامج دعم الناجين من انتهاكات النظام السابق

من إدلب إلى دمشق: "أطباء بلا حدود" توسع برنامج دعم الناجين من انتهاكات النظام السابق

أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" عن إطلاق مشروع جديد في سوريا يهدف إلى تقديم الدعم والعلاج للناجيات والناجين من سوء المعاملة، والذين تعرضوا للاعتقال والانتهاكات خلال فترة النظام السابق. وأكدت المنظمة أن العديد من هؤلاء الناجين يعانون من إصابات جسدية وصدمات نفسية، بالإضافة إلى حالات صحية مزمنة نتيجة سنوات من التعذيب والإهمال الممنهج.

وأوضحت المنظمة أن هذا البرنامج يأتي "استجابةً للاحتياجات الطبية والنفسية الهائلة"، حيث بدأت فرقها بتقديم الدعم للناجيات والناجين في مختلف المناطق السورية. وقد بدأ البرنامج بنسخته التجريبية في محافظة إدلب، ضمن مشروع أطباء بلا حدود القائم هناك. ثم قامت المنظمة بافتتاح عيادة متخصصة في دمشق داخل مستشفى المجتهد، قبل أن يتم إطلاق البرنامج في كفر بطنا في الغوطة الشرقية، والتي تعتبر المنطقة التي يأتي منها غالبية المرضى، نظرًا لـ "معارضتها للحكومة السابقة ومعاناتها من الحصار والقصف الشديد".

ووفقًا للمنظمة، يقدم البرنامج "استشارات طبية عامة وإحالات إلى مرافق الرعاية الصحية المتخصصة والرعاية الصحية من الدرجة الثالثة، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي وخدمات العمل الاجتماعي التي تربط المرضى بالمساعدات غير الطبية من خلال المنظمات والجمعيات المحلية التي تقدم الدعم خارج نطاق خدمات أطباء بلا حدود".

وأشارت لورا غوارديولا، المستشارة الطبية لمشروع أطباء بلا حدود في دمشق، إلى أن "الاعتقالات في سوريا تحمل تداعيات مؤرقة على الصحة النفسية، فالاعتقال تحت ظروف لا يمكن للعقل تصورها – من سوء المعاملة التي ترقى إلى التعذيب الجسدي والنفسي – يخلّف جروحًا عميقة ودائمة بين المعتقلين والسجناء السابقين، وهي جروح تتطلب وقتًا ودعمًا ورعاية كي تبدأ بالتعافي".

وتسعى المنظمة إلى الوصول إلى المزيد من النساء، معربة عن قلقها من أن "مريضاتنا النساء يشكّلن قلة قليلة، كما أن عدد الأطفال الذين يطلبون الاستشفاء أقل حتى من أعداد النساء". وأشارت إلى أن نسبة الاستشارات مع النساء خلال أول شهرين من أنشطة العيادة في دمشق كانت أدنى من 15 في المئة، مرجعة ذلك إلى أن "العديد من المعتقلات نجت من العنف الجنسي خلال اعتقالهن، ما قد يمنعهن من طلب المساعدة خوفًا من وصمة العار".

ويؤكد القائمون على البرنامج أن الناس لا يزالون يعيشون في نفس البلد ويتذكرون تجاربهم المروعة، مما يجعل إعادة اندماجهم في المجتمع أكثر صعوبة. وقد يفكر بعضهم بالانتقام أو بردود أفعال غير مبررة، بينما تبقى مشاعر الكره أو الحقد مصدر إزعاج في داخلهم.

يذكر أن الفريق يتابع حاليًا 113 مريضًا ضمن برنامج الناجيات والناجين من سوء المعاملة الذي تديره أطباء بلا حدود في عيادتها وفي مشروعين آخرين يقدمان الخدمات ذاتها.

مشاركة المقال: