الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 06:38 PM

من الغوطة إلى عموم سوريا: الاقتصاد الدائري الزراعي يعزز الأمن الغذائي عبر تدوير المخلفات

من الغوطة إلى عموم سوريا: الاقتصاد الدائري الزراعي يعزز الأمن الغذائي عبر تدوير المخلفات

دمشق-سانا: تمثل مخلفات الأغذية تحديًا بيئيًا واقتصاديًا كبيرًا في العصر الحالي، حيث تشهد كميات هائلة منها الهدر سنويًا. هنا تبرز أهمية الاقتصاد الدائري الزراعي كحل مبتكر، إذ يحول هذه المخلفات إلى سماد عضوي، معيدًا دمج الموارد في النظام الزراعي بدلًا من فقدانها.

لماذا سمي بالاقتصاد الدائري الزراعي؟

أوضحت الدكتورة إسراء البوش، من كلية الهندسة الزراعية بدمشق في حديث لـ سانا، أن تسمية "الاقتصاد الدائري الزراعي" تعود إلى طبيعة العملية التي تتخذ شكل دائرة مغلقة: تبدأ بالإنتاج، ثم الاستهلاك، لتصل أخيرًا إلى النفايات التي تُعالج وتُستخدم مجددًا كسماد. هذه الدورة تقلل الفاقد وتجعل الزراعة أكثر استدامة وفعالية، على عكس الزراعة التقليدية التي تنتهي عند مرحلة النفايات.

ما هي مزايا الاقتصاد الدائري؟

بينت الدكتورة البوش أن الاقتصاد الدائري يتميز بأربع مزايا رئيسية:

  • بيئية: كالحد من الانبعاثات الضارة وحماية الموارد الطبيعية.
  • اقتصادية: تحويل التكلفة إلى عائد مالي.
  • زراعية: تحسين الإنتاجية ورفع مستوى الجودة.
  • اجتماعية: تحقيق الأمن الغذائي المستدام للمجتمع.

ما هي أنواع السماد العضوي؟

أكدت الدكتورة البوش أهمية تحويل مخلفات الطعام إلى أسمدة عضوية، مشيرة إلى أن مزارعي الغوطة في ريف دمشق قد استفادوا بشكل ملحوظ من هذه الطريقة، حيث تمكنوا من تحسين جودة التربة وزيادة الإنتاج بطرق طبيعية ومستدامة. وأشارت إلى وجود نوعين رئيسيين من الأسمدة العضوية: الأسمدة السائلة، وسماد الفيرمي كمبوست الذي يعتمد على تحلل المخلفات بمساعدة ديدان الأرض.

وأضافت البوش أنه للوصول إلى نظام غذائي دائري متكامل، يجب تبني سياسات داعمة، والاستثمار في البحث والتطوير المحلي، وتوعية المزارعين بأهمية الزراعة العضوية، واستخدام مخلفات الأغذية كعلف للحيوانات، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتشجيع الشركات على تبني نماذج أعمال دائرية.

كيف نرفع كفاءة استغلال الموارد الطبيعية؟

من جانبه، أوضح الدكتور عمار مصطفى من مديرية زراعة طرطوس في تصريح مماثل، أنه يمكن تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها إلى قيمة مضافة في تغذية الدواجن. وأشار إلى أهمية ذلك في الحد من الهدر البيئي والاقتصادي، ورفع كفاءة استغلال الموارد الطبيعية، ودعم منظومات إنتاج أكثر استدامة، وتقديم بدائل طبيعية للمضادات الحيوية، وتعزيز سلامة الغذاء وصحة المستهلك.

كما تحدث الدكتور مصطفى عن أبحاثه في تجفيف قشور الرمان وأوراق الزيتون والتين، واستخدامها كأعلاف للدواجن بنسب محددة، مما أدى إلى تحسين الأداء الإنتاجي ودعم نمو وصحة الفروج. وأشار إلى أهمية المقارنة بين المخلفات الغذائية المختلفة لتحديد أفضل البدائل الوظيفية القابلة للتطبيق.

تجدر الإشارة إلى أن سوريا تعمل حاليًا على تطوير أنظمة إنتاج زراعي مستدامة، في إطار جهودها لتعزيز الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد. ويأتي تبني مفهوم الزراعة الدائرية كخطوة داعمة لهذه التوجهات، بما ينسجم مع خطط تنمية الريف وإعادة تأهيل القطاع الزراعي.

مشاركة المقال: