الإثنين, 11 أغسطس 2025 08:15 PM

نداء إلى المبدعين العرب: أين دوركم في مواجهة ما يحدث في فلسطين وغزة؟

نداء إلى المبدعين العرب: أين دوركم في مواجهة ما يحدث في فلسطين وغزة؟

مالك صقور يتوجه بنداء إلى المبدعين العرب من شعراء وكتاب وأدباء وفنانين ومثقفين، متسائلاً عن دورهم وموقفهم مما يجري في فلسطين وغزة. ويشير إلى أن فلسطين تُستأصل أمام عيون العالم، وأن مشهد أطفال غزة لم يعد يُحتمل، فمن ينجو من القصف يموت بالرصاص، ومن ينجو من الرصاص يموت جوعاً وعطشاً.

يستذكر الكاتب مجزرة دنشواي التي ارتكبها جيش الاحتلال البريطاني في مصر عام 1906، وكيف أقام جورج برناردشو الدنيا ولم يقعدها حتى تم عقاب كرومر. ويتساءل عن بطل هذا الزمان، ومن يشغل الساحة الأدبية والثقافية، وماذا يشغل بال المفكرين والأدباء، ومن الذي يهيمن على العقول في هذا العصر الذي تحولت فيه الكرة الأرضية إلى "قرية كونية".

يؤكد الكاتب أنه لا يرى زنوبيا ولا هيلين، لا رستم ولا أخيل، لا دونكيشوت ولا حي بن يقظان. وأن من ملأ الدنيا وشغل الناس في يوم من الأيام لم يعد يشغل الناس. ولا يرى عنترة، ولا عروة بن الورد، لا الشنفرة ولا طرفة بن العبد، وحتى تعاليم الأنبياء طُمست.

يذكر الكاتب كيف انشغلت الساحة الأدبية بأنموذج "دونجوان"، ثم بالفتى "فرتر"، ثم بـ "أحدب نوتردام"، ثم طبلوا لنموذج "السوبرمان"، ثم جاء دور البطل "الإيجابي"، ثم البطل "السلبي"، ثم البطل "الثوري"، ومن ثم جاء دور أنموذج الإنسان "الصغير"، والموظف "المسحوق"، ثم الإنسان "الصرصار". وفي ستينات القرن الماضي، تصدر "اللامنتمي" الواجهات، في حين كانت الساحة الأدبية تتغنى بأدب الالتزام، وفي أنحاء متفرقة من العالم كانوا يتغنون ببطولة العم "هوشي منه" والثائر غيفارا.

ويشير إلى أنه في ذلك الوقت، انطلق الفدائي، وانتصر أنموذج الفدائي المقاوم، وأصبحت فلسطين ملء السمع والبصر والوجدان، وقد عزز ذلك أطفال الحجارة والانتفاضات البطولية المجيدة. ثم تلاشى كل شيء بعد كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة، إلى أن فاض طوفان الأقصى وزلزل الكيان الصهيوني. وحتى هذه الدقيقة، ما زال البعض يلوم المقاومة على إنجاز هذا الانفجار الذي أعاد الكرامة، وأثبت أننا نستطيع أن ننتصر، لكن العرب لا يريدون.

ويختتم الكاتب بالإشارة إلى مقولة "الأدب مرآة المجتمع"، مؤكداً أن الأديب ليس مصوراً فوتوغرافياً، بل هو مشرّح ومشرّع ومحلّل ومفكّر ومنوّر ومعلّم ومحرّض من أجل الحرية والكرامة. ويتساءل عن النتيجة التي نحصدها اليوم تجاه ما يجري في العالم وفي الوطن العربي، ولا سيما في فلسطين وغزة. ويسأل: هل يمكن في القرن الواحد والعشرين، عصر ثورة المعلوماتية والذكاء الاصطناعي، أن تنتصر الغريزة على العقل، والهمجية على الحضارة؟ ويحيي المتظاهرين الأجانب الذين يصرخون من أجل الحرية لفلسطين وأطفال غزة، ويدعو إلى إعلاء صوت العقل والوعي والثوار الحقيقيين والمثقفين.

مشاركة المقال: