السبت, 6 ديسمبر 2025 05:47 PM

زيارة مرتقبة لنتنياهو: المستشار الألماني ميرتس في إسرائيل لتعزيز العلاقات وسط خلافات حول غزة

زيارة مرتقبة لنتنياهو: المستشار الألماني ميرتس في إسرائيل لتعزيز العلاقات وسط خلافات حول غزة

يتوجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى إسرائيل في زيارة هي الأولى من نوعها يومي السبت والأحد، بهدف توطيد العلاقات "الخاصة" بين البلدين، وذلك على الرغم من التحفظات التي أبدتها برلين مؤخراً بشأن الهجوم الإسرائيلي في قطاع غزة وأعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة.

بعد زيارة قصيرة إلى العقبة في الأردن، حيث يلتقي بالملك عبد الله الثاني، يقضي ميرتس أمسية ويوماً كاملاً في القدس، حيث من المقرر أن يجتمع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد. وتأتي هذه الزيارة في ظل عزلة دولية يعاني منها نتنياهو منذ بدء الحرب في غزة قبل أكثر من عامين.

أكد سيباستيان هيل، المتحدث باسم المستشار، على أن "العلاقات الألمانية الإسرائيلية سليمة ووثيقة ومبنية على الثقة"، مشيراً إلى دعم ألمانيا القوي لإسرائيل والذي تبرره بمسؤوليتها التاريخية عن محرقة اليهود. ومن المقرر أن يزور فريدريش ميرتس مؤسسة ياد فاشيم التذكارية يوم الأحد، والتي تخلد ذكرى ضحايا ألمانيا النازية من اليهود.

إلا أن برلين شددت لهجتها تجاه إسرائيل في الأشهر الأخيرة، مع تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة. وفي أغسطس الماضي، أثار المستشار الألماني جدلاً سياسياً بفرضه حظراً جزئياً على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، رداً على تكثيف الهجوم الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني المحاصر.

رفعت ألمانيا العقوبات في نهاية نوفمبر بعد الهدنة في قطاع غزة. وأكد المتحدث باسم ميرتس أن "الأهمية الخاصة" للعلاقات بين ألمانيا وإسرائيل "لا تمنع إمكانية انتقاد جوانب معينة" من سياسة بنيامين نتنياهو. ومن المتوقع أن يبحث المستشار ورئيس الوزراء الجهود المبذولة للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

لا يزال الاتفاق غير مستقر، مع تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحماس بانتهاكه بشكل شبه يومي، مما يثير التساؤلات حول استكمال تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة. وكانت الحرب قد اندلعت إثر هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

كما يظل الوضع متأزماً في الضفة الغربية المحتلة. وأدان سيباستيان هيل "الزيادة الهائلة في عنف المستوطنين" وجدد دعوته للحكومة الإسرائيلية "لوقف بناء المستوطنات".

أثار إعلان حظر الأسلحة رداً قوياً من حكومة نتنياهو التي اتهمت حليفها التقليدي بـ"مكافأة إرهاب حماس". ويرى جيل شوحط، مدير مكتب تل أبيب لمؤسسة روزا لوكسمبورغ، أن ذلك ليس أكثر من "تباعد خطابي" بين الزعيمين.

وقد أظهر تشغيل الجيش الألماني للقسم الأول من الدرع الصاروخي "آروو" (حيتس) أن ألمانيا تعتمد على إسرائيل لضمان أمنها على المدى الطويل. كما سلطت برلين الضوء على المساعدة التي قدمتها إسرائيل لتحسين دفاعاتها ضد الطائرات المسيّرة.

على صعيد آخر، قوبل قرار إشراك إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) بترحيب حار في ألمانيا. ويرى شوحط أن زيارة المستشار الألماني لبنيامين نتانياهو تشكل "بادرة سلبية للتطبيع في وضع لا ينبغي التطبيع معه".

وكان فريدريش ميرتس قد أكد أن نتانياهو يمكنه زيارة ألمانيا رغم مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. ويرى مايكل ريميل، مدير مكتب القدس لمؤسسة كونراد أديناور، أن نتانياهو لديه الآن "انتظارات عالية" ويأمل في "إشارة دعم مستمرة" من برلين. من ناحية أخرى، تبدو نداءات برلين في الأشهر الأخيرة غير فعالة مقارنة مع "النفوذ الأكبر" لترامب.

مشاركة المقال: