السبت, 19 يوليو 2025 09:02 AM

نزوح جماعي من السويداء إلى درعا: أكثر من 2500 عائلة تبحث عن الأمان

نزوح جماعي من السويداء إلى درعا: أكثر من 2500 عائلة تبحث عن الأمان

في أعقاب التوترات الأمنية الأخيرة وتهديدات الميليشيات المحلية، نزحت مئات العائلات من محافظة السويداء إلى محافظة درعا. صرح محافظ درعا، أنور الزعبي، في تصريحات صحفية، بأنهم طلبوا ممرات آمنة للنازحين الراغبين في الخروج من السويداء، مشيراً إلى أن العوائل الدرزية وعشائر البدو قد نزحت، وأن عدد النازحين تجاوز 2500 عائلة. وأضاف أن درعا تشهد حالة نزوح كبيرة، وأن الجهات الحكومية استنفرت لمواجهة هذا الوضع.

ووفقًا لشهادات متقاطعة من نازحين تحدثوا لـ«سوريا 24»، فإن الخروج تم بشكل مفاجئ، ولم يتمكن الكثيرون من أخذ ممتلكاتهم، بينما أشار البعض إلى قيام مجموعات مسلحة بحرق منازلهم بعد مغادرتهم.

وفي إطار الاستجابة الطارئة، أعلن محافظ درعا، أنور طه الزعبي، عن تشكيل لجنة طوارئ لتنسيق جهود الإغاثة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية والمجتمع المحلي. وقد بدأت اللجنة بتقديم المساعدات الأساسية، من مواد غذائية وغير غذائية، في ظل ظروف إنسانية صعبة، خاصة مع الاكتظاظ في مراكز الإيواء، حيث تتشارك أكثر من عائلة في غرفة صفية واحدة.

وأفاد مراسل منصة سوريا 24 بأن بلدة غصم كانت من أبرز نقاط الاستقبال، حيث تم تجهيز مدرستين كمراكز إيواء استقبلت قرابة 30 عائلة، ووُزعت عليهم الفرش والبطانيات ومستلزمات النوم، بالإضافة إلى وجبات غذائية ومياه صالحة للشرب.

لم تقتصر الاستجابة على الجهات الرسمية، إذ أطلقت المجتمعات المحلية مبادرات تطوعية لجمع التبرعات وتقديم الدعم. وأعرب أهالي درعا عن تضامنهم مع المهجرين، مؤكدين أنهم "ضيوف كرام" في المحافظة، وسط جهود للتخفيف من معاناتهم رغم ضعف الإمكانات.

ووفقًا لما نشرته الصفحة الرسمية لمحافظة درعا على موقع فيسبوك، شملت المناطق التي استقبلت العائلات النازحة كلاً من: بصرى، جمرين، غصم، معربة، السهوة، المسيفرة، الغارية الشرقية، المليحة الشرقية، رخم، الحراك، خربة غزالة، إزرع، بصر الحرير، ناحتة، أم ولد، بالإضافة إلى بلدات أخرى تشهد تنقلاً مستمرًا للعائلات بحسب تطورات الوضع الميداني.

إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) اختفاء رئيس مركز استجابة طارئة في المنظمة، حمزة العمارين، أثناء مهمة إجلاء لفريق من الأمم المتحدة في مدينة السويداء. وقال الدفاع المدني السوري في بيان صادر عنه اليوم الجمعة: إن العمارين كان يقود سيارة تابعة للمنظمة ويرتدي اللباس الرسمي، حين أوقفه مسلحون محليون في منطقة دوار العمران واقتادوه إلى مكان مجهول، وسيدة كانت برفقته أكدت الواقعة، وتمت سرقة السيارة أيضًا.

وأضاف البيان أن الخوذ البيضاء تواصلت مع أحد الأشخاص عبر هاتف العمارين أمس الخميس، وأكد أنه "بخير"، دون معلومات إضافية، ولم يُجب لاحقًا على أي اتصال، وحمّلت المنظمة الفصائل المحلية المسيطرة على المدينة المسؤولية الكاملة، وطالبت بالإفراج الفوري عنه. وأكد الدفاع المدني أن الاعتداء على العاملين الإنسانيين يمثل انتهاكًا خطيرًا، يعرّض حياة المدنيين للخطر ويعرقل العمل الإغاثي في وقت حساس.

من المرجح أن تتفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل تصاعد التوترات الأمنية في المحافظة، وسط مخاوف من ارتفاع أعداد النازحين القادمين من مناطق النزاع، وسط مطالبات بتوفير ممرات إنسانية آمنة لهم، وتقديم الدعم الإغاثي.

مشاركة المقال: