أكد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، أن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، يمثل "الفرصة الأخيرة لسوريا"، مشيراً إلى أن اللامركزية "تشكل ضرورة للسلطة في البلاد".
وفي مقابلة مع مجلة "The Spectator Australia" الأسترالية، أوضح بارزاني أن الدعم الأمريكي لسوريا يجب أن يكون مشروطًا، نظراً "لضعف الأقليات السورية في أعقاب هجمات الإبادة الجماعية الأخيرة على العلويين في المنطقة الساحلية، والدروز في جنوب غربي سوريا".
وشدد بارزاني على أهمية تمثيل المسيحيين والدروز واليزيديين والعلويين والأكراد والعرب السنة العلمانيين وجميع الشركاء الآخرين بشكل كامل في سوريا الجديدة، مؤكداً أن إشراك جميع مكونات الشعب السوري "سيسهم في بناء سوريا مستقرة وموحدة". وأضاف أن هذه الوحدة "عبّر عنها السياسيون والمدنيون والإنسانيون والعسكريون، والتي يتطلع إليها الأكراد العراقيون والسوريون والأوروبيون في سوريا جديدة وآمنة".
المفاوضات مع "قسد"
أعرب رئيس حكومة إقليم كوردستان العراق عن قلقه إزاء المفاوضات الجارية لدمج "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في الجيش السوري، معتبراً ذلك "مصدر قلق مُلِحّ للإقليم". وأشار إلى أن حكومته تنظر إلى هذا الملف بشكل مختلف عن المقاربة السورية والتركية والأمريكية التي طالبت بنزع سلاح "قسد" ودمجها في الجيش السوري.
وأكد بارزاني على ضرورة إيجاد آلية لتنفيذ اتفاق 10 من آذار، موضحًا أن الولايات المتحدة تسعى أيضًا إلى تطوير نهج مماثل. وأضاف: "لقد قدّمت هذه القوات تضحياتٍ استثنائية، لا يمكنهم ببساطة التخلي عن السلاح وخلع الزي العسكري والاندماج بشكل فردي دون ضمانات".
كما نوه رئيس حكومة إقليم كردستان إلى أن "قسد" تؤمّن مخيم الهول لعائلات تنظيم "الدولة الإسلامية"، بالإضافة إلى سجون تضم أكثر من 10 آلاف مقاتل من عناصره، مشيرًا إلى أن تنظيم "الدولة" لا يزال يُشكل تهديدًا في سوريا.
لقاء الشرع
أوضح بارزاني أنه خلال لقائه مع أحمد الشرع، ناقشا التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة، وأهمية الانضمام إلى التحالف العالمي ضد التنظيم. وأضاف أن "العنف الشديد" الذي مارسته "هيئة تحرير الشام" بقيادة الشرع، وقبوله شبه العالمي، لا يُضعفان من مكانته "كزعيم إسلامي عنيف".
وتابع بارزاني: "إذا تحلى الشرع بالحكمة والعقلانية، فإن تحالف الولايات المتحدة، إلى جانب قوى إقليمية رئيسية في الشرق الأوسط، مع دور الرئيس الجديد كقائد لسوريا، سيُحدث تغييرًا ليس فقط في مصداقيته، بل في دور سوريا على مستوى العالم".
يذكر أن بارزاني التقى الشرع، في 11 من نيسان الماضي، على هامش "منتدى أنطاليا الديبلوماسي".
حماية حقوق الأكراد
وكان رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، قد طالب بحماية حقوق الشعب الكردي وجميع المكونات في سوريا، خلال لقائه مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني. وذكرت شبكة "رووداو" الكردية (مقرها أربيل) في 15 من شباط الماضي، نقلاً عن بيان نشرته رئاسة إقليم كردستان، أنه في اليوم الثاني من لقاءاته واجتماعاته في مؤتمر ميونيخ للأمن، اجتمع بارزاني مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني.
وتناول الاجتماع التطورات السياسية والأمنية في سوريا والعراق وكيفية تعزيز الاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى وضع المكونات السورية وأهمية حماية حقوقهم وضمان مشاركتهم في مستقبل البلاد. وركز بارزاني خلال حديثه مع الشيباني على "حماية حقوق الشعب الكردي وجميع المكونات في سوريا"، وأهمية تحقيق السلام والاستقرار، مشيراً إلى ضرورة حل المشكلات بالحوار والتفاهم والعمل من أجل مستقبل مستقر لجميع مكونات الشعب السوري.
من جانبه، أكد الشيباني أن سوريا ملتزمة بتحقيق الاستقرار وتهيئة الظروف المناسبة للحوار الوطني، مشدداً على رغبة سوريا في تعزيز علاقاتها مع العراق وإقليم كردستان.