الثلاثاء, 14 أكتوبر 2025 12:56 AM

هجوم ذكوري على الناشطة بتول الشيخ بسبب انتقادها حملة تبرعات: إقصاء النساء بالشتائم يتصاعد

هجوم ذكوري على الناشطة بتول الشيخ بسبب انتقادها حملة تبرعات: إقصاء النساء بالشتائم يتصاعد

تعرضت الناشطة بتول الشيخ لهجوم حاد ووابل من الشتائم بعد انتقادها لحملة "السويداء منا وفينا" التي أطلقتها الحكومة السورية لجمع التبرعات للمحافظة.

اعتبرت بتول الشيخ، وهي من مدينة حمص وتحديداً من منطقة بابا عمرو، أن تنظيم حملة التبرعات يشبه جولة رئيس النظام السابق بشار الأسد في حي بابا عمرو بعد سيطرة قواته عليه، وذلك عقب تدمير أجزاء واسعة منه وتهجير سكانه بعد حصارهم وتجويعهم. هذا التشبيه أثار حفيظة عدد من الناشطين الموالين للسلطات السورية الحالية، الذين شنوا هجوماً حاداً على بتول، مستخدمين ألفاظاً نابية وعبارات ذكورية تستهدف النساء بناءً على جنسهن، بدلاً من مناقشة الأفكار التي تطرحها. يشار إلى أن العديد من الحسابات الوهمية المعروفة بـ"الذباب الإلكتروني" شاركت في هذه الحملة.

في المقابل، أعربت ناشطات عن تضامنهن مع بتول في مواجهة حملة الشتائم التي تعرضت لها بسبب تعبيرها عن رأيها. هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ تتكرر حالات مماثلة تستهدف الناشطات والسياسيات والعاملات في الشأن العام، نتيجة تعبيرهن عن آرائهن بحرية. وتتسم هذه الحملات الهجومية بخطاب ذكوري يحرض ضد النساء ويدعو إلى إقصائهن عن العمل في الشأن العام والتعاطي بالقضايا السياسية، انطلاقاً من نظرة دونية تجاههن.

وتقوم هذه الحملات على شتم النساء وتسهيل انتقادهن لمجرد كونهن نساء، دون الخوض في نقاش جدي حول آرائهن وطروحاتهن، مع تجاهل الاحترام في الرد على تلك الآراء. ولا تقتصر حملات الهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تتعداها إلى التحريض على العنف أو الدعوة إلى الاعتقال لقمع رأي الناشطة المستهدفة.

أثر حملات الهجوم على تمثيل النساء

في بحث أجرته وحدة الأبحاث في سناك سوري قبل أشهر حول "الفجوة التمثيلية للنساء والشباب" خلال المرحلة الانتقالية، تم توجيه سؤال لـ 386 امرأة في استبيان كمي حول أبرز العوائق التي تحول دون مشاركة المرأة الفعالة في الحياة السياسية. وأرجعت النسبة الأكبر، 69.7%، السبب إلى الخوف والمخاطر الأمنية، بينما أرجعت 16.4% السبب إلى المجتمع. ويعني ذلك أن نحو 86% من المشاركات يمنعهن الخطر الأمني والخوف من المجتمع من الخوض في العمل السياسي.

هذا الانكفاء سيظهر بوضوح في الاستحقاقات الوطنية، كما حدث في عملية تشكيل مجلس الشعب مؤخراً، حيث لم تنجح أكثر من 6 نساء من أصل 119 عضواً في الوصول إلى مقاعد البرلمان بنسبة لا تتعدى 5%، على الرغم من دعوة النظام الانتخابي المؤقت لمراعاة حضور النساء بنسبة 20% ما أمكن. عضوة اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب انتقدت بشكل مباشر الانكفاء النسائي عن المشاركة في العملية "الانتخابية"، لكنها تجاهلت في حديثها التحديات الحقيقية التي تواجهها النساء بسبب انخراطهن في الشأن العام، ومخاطر تعبيرهن عن آرائهن التي تبدأ بحملات تشويه السمعة والشتائم وقد تصل إلى تهديد حياتهن بشكل فعلي.

يتعدى تأثير حملات الهجوم والشتائم عبر وسائل التواصل ضد النساء حدود الانتصارات الذكورية للجيوش الإلكترونية، ويصل إلى تشويه معايير التمثيل السياسي في المجتمع عبر تغييب نسبة واسعة منه تمثلها النساء، عن الوسط السياسي والعمل في الشأن العام، وبالتالي تغييب احتياجات النساء ومطالبهن وآرائهن ومحاولة تجاهل وتهميش وجودهن عموماً في المجتمع ليسود طابع ذكوري منفرد في الحقل السياسي يلوح دائماً بعصا الهجوم ضد أي امرأة تحاول الإفصاح عن رأيها بحرية.

مشاركة المقال: