الخميس, 26 يونيو 2025 02:07 AM

هل نجحت قاذفات B-2 في تدمير البرنامج النووي الإيراني؟ ترامب ينفي تقارير استخباراتية

هل نجحت قاذفات B-2 في تدمير البرنامج النووي الإيراني؟ ترامب ينفي تقارير استخباراتية

نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر منصته “تروث سوشيال”، صحة تقرير شبكة الـ CNN الذي ذكر أن تقييماً استخباراتياً أميركياً أوّلياً خلص إلى أن الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية لم تدمّر المكوّنات الأساسية لبرنامجها النووي.

ترامب، الموجود حالياً في هولندا لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وصف الضربات بأنها “واحدة من أنجح الضربات العسكرية في التاريخ”، مضيفاً: “المواقع النووية في إيران دُمّرت بالكامل”. جاء ذلك رداً على تقرير الـ CNN.

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، كشفت مصادر لـ CNN أن الضربات العسكرية الأميركية على 3 منشآت نووية إيرانية، نهاية الأسبوع الماضي، لم تدمّر المكونات الأساسية للبرنامج النووي، ومن المرجّح أنها أعادت البرنامج إلى الوراء بضعة أشهر فقط، وفقاً لتقييم استخباراتي أميركي أوّلي.

انتقد ترامب الـ CNN وصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية بسبب ما وصفه بـ”محاولة للتقليل من شأن” الضربات، وذلك بعد أن نشر منشوره الأصلي بحدود الساعة 3:30 صباحاً بالتوقيت المحلي، قبل أن يحذفه ويُعيد نشره بعد تصحيح خطأ إملائي فيه.

كما ردّت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت على تقرير الـ CNN، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، مُقرّةً بوجوده، بالرغم من أنها وصفته بأنه “خاطئ تماماً”.

توازياً، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤول أميركي، بأن إيران كانت تتبادل رسائل مع واشنطن خلال الحرب مع إسرائيل عبر وسطاء عرب. كذلك نقلت الصحيفة أن ترامب أبلغ نتنياهو بعد الضربات الأميركية على إيران بأن إنهاء الحرب حان.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن تقرير الأضرار الأولية الأميركي يشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني تأخر شهورًا لكنه لم يُدمَّر. وكانت صحيفة نيويورك تايمز كشفت عن تقرير سريّ للاستخبارات الأميركية، مفاده أن الضربات الأميركية والإسرائيلية أغلقت مداخل منشأتين نوويتين في إيران لكنها لم تؤدِّ إلى انهيار البنى التحتية تحت الأرض. وأشارت إلى أن قصف 3 مواقع نووية إيرانية أوقف برنامج إيران النووي لبضعة أشهر فقط.

كشفت 4 مصادر لشبكة CNN عن تقييم استخباراتي أميركي أوّلي، خلص إلى أن الضربات العسكرية الأميركية على 3 منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي لم تُدمّر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل من المرجّح أنها ستؤدي إلى تأخيره بضعة أشهر فقط. ووفقاً لأحد المصادر، فإن هذا التقييم، الذي لم يُنشر سابقاً، أعدّته وكالة استخبارات الدفاع، الذراع الاستخباراتية لوزارة الدفاع (البنتاغون)، ويستند إلى تقييم لأضرار المعارك أجرته القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في أعقاب الضربات.

ولا يزال تحليل الأضرار التي لحقت بالمواقع وتأثير الضربات على طموحات إيران النووية مستمراً، وقد يتغير مع توافر المزيد من المعلومات الاستخباراتية. لكن النتائج الأوّلية تتعارض مع مزاعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكررة بأن الضربات “دمّرت تماماً” منشآت التخصيب النووي الإيرانية. وأعلن وزير الدفاع بيت هيغسيث، الأحد، أيضاً أن طموحات إيران النووية “قد قُضي عليها”.

أكد اثنان من المصادر المطّلعة على التقييم أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمّر، وقال أحدهما إن أجهزة الطرد المركزي “سليمة” إلى حد كبير. وأضاف: “إذن، فإن تقييم وكالة استخبارات الدفاع الأميركية هو أن الولايات المتحدة أخّرتها بضعة أشهر على الأكثر”. وأقرّ البيت الأبيض بوجود التقييم، لكنه أبدى عدم موافقته عليه.

وذكرت المتحدّثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، لـCNN في بيان: “هذا التقييم المزعوم خاطئ تماماً، وصنف على أنه سريّ للغاية، ولكن مع ذلك سُرّب إلى الـCNN من قِبل شخص مجهول، ضعيف المستوى، في مجتمع الاستخبارات”. وأضافت: “تسريب هذا التقييم المزعوم هو محاولة واضحة لتشويه سمعة الرئيس ترامب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفّذوا مهمةً مُحكمة التنفيذ للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، ويعلم الجميع ما يحدث عندما تُسقط 14 قنبلة، وزنها 30 ألف رطل، على أهدافها بدقة: تدمير كامل”. وأكد الجيش الأميركي أن العملية سارت كما هو مُخطط لها، وأنها حققت “نجاحاً باهراً”. وتواصل الولايات المتحدة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك من داخل إيران، في إطار تقييمها للأضرار.

كانت إسرائيل شنّت غارات على منشآت نووية إيرانية لأيام سبقت العملية العسكرية الأميركية، لكنها زعمت حاجتها إلى قنابل أميركية خارقة للتحصينات، وزنها 30 ألف رطل، لإنجاز المهمة. وبينما أسقطت قاذفات B-2 الأميركية أكثر من 12 قنبلة على منشأتين نوويتين، هما مصنع فوردو لتخصيب الوقود ومجمع نطنز لتخصيب اليورانيوم، فإن هذه القنابل لم تُدمّر أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب في الموقعين بشكل كامل، وفقًا لأشخاص مطّلعين على التقييم. وأضافت المصادر أن التأثير على المواقع الثلاثة -فوردو ونطنز وأصفهان- اقتصر إلى حدّ كبير على الهياكل فوق الأرض، والتي تضرّرت بشدّة. ويشمل ذلك البنية التحتية للطاقة في المواقع وبعض المنشآت فوق الأرض المستخدمة لتحويل اليورانيوم إلى معادن لصنع القنابل.

وقال هيغسيث لـ CNN : “بناءً على كل ما رأيناه -وقد رأيته أنا شخصياً– فإن القصف قضى على قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية، وأصابت قنابلنا الضخمة المكان الصحيح تماماً لكل هدف، وعملت بكفاءة عالية، وتأثير تلك القنابل موجود تحت جبل من الأنقاض في إيران؛ لذا فإن أيّ شخص يدّعي أن القنابل لم تكن مدمّرة إنما يحاول تقويض الرئيس ونجاح المهمة”. والثلاثاء، كرّر ترامب اعتقاده بأن الضرر الناجم عن الضربات كان كبيراً، وقال: “أعتقد أنها دُمرت بالكامل”، مضيفاً: “لقد أصاب الطيارون أهدافهم، لقد مُحيت تلك الأهداف، ويجب أن يُنسب الفضل للطيارين”. وعندما سُئل عن إمكانية إعادة إيران بناء برنامجها النووي، أجاب ترامب: “هذا المكان تحت الصخور. هذا المكان مُدمر”.

وبينما كان ترامب وهيغسيث متفائلين بشأن نجاح الضربات، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، الأحد، إنه بينما لا يزال تقييم الأضرار جارياً، سيكون “من السابق لأوانه” التعليق على ما إذا كانت إيران لا تزال تحتفظ ببعض القدرات النووية.

أشاد نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس بالضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية خلال كلمته، الثلاثاء، في حفل عشاء الحزب الجمهوري في ولاية أوهايو. وقال فانس: “لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب العالم سلاحاً نووياً. فماذا فعل الرئيس إذن؟ لمدة 60 يوماً، تفاوض بشراسة لتشجيع النظام الإيراني على التخلّي عن تلك الأسلحة سلمياً. وبالمناسبة، كان على أتمّ الاستعداد لقبول تسوية سلمية لهذه المشكلة. ولكن، مجدداً، يعود الأمر إلى حدسه”. وأضاف: “عندما أدرك الرئيس استحالة التوصل إلى تسوية سلمية لهذه المشكلة، أرسل قاذفات B-2، وألقى 12 قنبلة وزنها 30 ألف رطل على أسوأ منشأة، ودمّر ذلك البرنامج”. وذكر: “لم ندمّر البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل فعلنا ذلك دون أيّ خسائر أميركية، وهذا ما يحدث عندما تكون هناك قيادة أميركية قوية”.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: