الجمعة, 7 نوفمبر 2025 02:47 AM

واشنطن تتأهب لتأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق لدعم اتفاق أمني سوري-إسرائيلي

واشنطن تتأهب لتأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق لدعم اتفاق أمني سوري-إسرائيلي

شبكة أخبار سوريا والعالم/ أفادت مصادر لـ"رويترز" أن الولايات المتحدة تستعد لإقامة وجود عسكري في قاعدة جوية بالعاصمة السورية دمشق، وذلك بهدف دعم اتفاق أمني تعمل واشنطن على التوسط فيه بين سوريا وإسرائيل.

تقع القاعدة في موقع استراتيجي يعتبر مدخلاً إلى مناطق في جنوب سوريا، والتي من المتوقع أن تكون جزءاً من منطقة منزوعة السلاح ضمن اتفاق عدم اعتداء يتم التفاوض عليه بين سوريا وإسرائيل بوساطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

من المقرر أن يلتقي ترامب نظيره السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، في أول زيارة لرئيس سوري إلى هناك.

قالت ستة مصادر مطلعة على التحضيرات الجارية في القاعدة، من بينهم مسؤولان غربيان ومسؤول في وزارة الدفاع السورية، إن الولايات المتحدة تخطط لاستخدام القاعدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق المحتمل بين الجانبين.

وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية إن واشنطن "تقوم باستمرار بتقييم تموضعها الضروري في سوريا لضمان فاعلية جهودها في مكافحة تنظيم داعش"، مضيفاً أنها لا تعلّق على مواقع انتشار قواتها لأسباب تتعلق بالأمن العملياتي.

وقد طلب المسؤول عدم الكشف عن اسم القاعدة أو موقعها.

وأوضح مسؤول عسكري غربي أن وزارة الحرب الأمريكية سرّعت خلال الشهرين الماضيين استعداداتها، وأجرت عدة مهام استطلاعية خلصت إلى أن مدرج القاعدة الطويل جاهز للاستخدام الفوري.

وأكد مصدران عسكريان سوريان أن المباحثات الفنية تركز على استخدام القاعدة لأغراض لوجستية ومراقبة وتزويد بالوقود، إضافة إلى عمليات إنسانية، على أن تحتفظ سوريا بالسيادة الكاملة على المنشأة.

وأشار مسؤول في وزارة الدفاع السورية إلى أن طائرات نقل عسكرية أمريكية من طراز C-130 هبطت في القاعدة لاختبار صلاحية المدرج، بينما أفاد أحد حراس الأمن في مدخل القاعدة أن الطائرات الأمريكية كانت تهبط هناك ضمن "اختبارات فنية".

ولم يُعرف بعد متى سيجري إرسال أفراد عسكريين أمريكيين إلى القاعدة.

ويبدو أن هذه الخطط تعكس نموذجين آخرين من الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، حيث تراقب الولايات المتحدة من لبنان اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، ومن داخل إسرائيل اتفاق الهدنة بين حركة "حماس" تل أبيب الذي تم التوصل إليه في عهد ترامب.

وتحتفظ الولايات المتحدة حاليا بقوات في شمال شرق سوريا لدعم القوات الكردية في محاربة تنظيم داعش، ضمن مهمة مستمرة منذ نحو عقد من الزمن. وكان البنتاغون قد أعلن في أبريل الماضي عزمه تقليص عدد تلك القوات إلى نحو ألف جندي.

وقال الشرع إن أي وجود للقوات الأمريكية يجب أن يكون بموجب اتفاق مع الدولة السورية الجديدة. ووفقا لمسؤولين من الجانبين، فإن سوريا تستعد للانضمام قريباً إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش.

وقال مصدر مطلع على المحادثات إن مسألة القاعدة نوقشت خلال زيارة الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، إلى دمشق في 12 سبتمبر الماضي.

وجاء في بيان صادر عن القيادة المركزية في ذلك الوقت أن كوبر والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك التقيا الرئيس الشرع وشكراه على مساهمة بلاده في محاربة تنظيم داعش، مؤكدين أن هذه الجهود تسهم في تحقيق "رؤية الرئيس ترامب لمنطقة شرق أوسط مزدهرة وسوريا مستقرة تعيش بسلام مع نفسها ومع جيرانها"، دون الإشارة إلى إسرائيل في البيان.

وتعمل واشنطن منذ عدة أشهر على التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، وكانت تأمل في الإعلان عن الاتفاق خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، إلا أن المفاوضات تعثرت في اللحظات الأخيرة.

وقال مصدر سوري مطلع على المحادثات إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على دمشق للتوصل إلى الاتفاق قبل نهاية العام، وربما قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الشرع إلى واشنطن.

المصدر: RT

مشاركة المقال: