أفصح وزير الاتصالات السوري “عبد السلام هيكل” عن مباحثات حكومية تهدف إلى معالجة خطاب الكراهية الطائفي المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن تأثير "السوشال ميديا" لا يعكس الواقع السوري بشكل كامل.
وفي حديث له، أشار “هيكل” إلى وجود مئات الآلاف من الحسابات الوهمية التي يصعب التعامل معها قبل تسوية بعض الإجراءات الأمريكية. وأوضح أن هذه الحسابات تنشر كميات كبيرة من المعلومات المضللة والأخبار الطائفية، وأن 70% منها يتم إدارته من خارج سوريا، مما يستدعي تعاوناً مع الجانب الأمريكي لمواجهتها.
كما أكد الوزير أن “سوريا” تمتلك ثروة من العقول والخبرات التي أُهملت نتيجة سنوات الحرب، وأن الوزارة عازمة على استعادة هذه الكفاءات. وأضاف أن الشعب السوري يستحق الحصول على خدمات متميزة بعد كل ما عاناه.
وذكر “هيكل” أن “سوريا” قد توقفت عن النمو لمدة 15 عاماً، بينما شهد العالم تطوراً كبيراً خلال هذه الفترة. وأكد إدراك الوزارة لأهمية خدماتها في حياة المواطنين اليومية، وأنها تسعى لتمكين الاقتصاد الرقمي، معتمدة على خبرات وطنية وتلقي عروضاً من خبراء سوريين مغتربين.
وفيما يتعلق بالخطوات العملية، أشار “هيكل” إلى أن الوزارة تعمل على تعزيز شبكة الإنترنت في مناطق الجنوب من خلال اتفاقيات مع “الأردن”، وفي الشمال عبر اتفاقيات مع “تركيا”، وفي الساحل والوسط بالتعاون مع “قبرص”، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب إصلاح البنية التحتية خلال أسابيع قليلة.
وتعهد الوزير بأن يشعر المواطن السوري بتحسن ملموس بحلول رأس السنة 2026، لافتاً إلى وجود عروض دولية قيد الدراسة، ومؤكداً على وضوح الرؤية والطموح العالي لتنفيذ هذه الخطط. وأضاف أن “سوريا” تعمل وفق أعلى المعايير العالمية، مع مراعاة عامل الوقت والتعلم من الأخطاء والتحلي بالشفافية، وأنها تسعى للاستفادة من التجارب الناجحة، معتبراً الاتفاقيات الجديدة جزءاً من تحول سياسي كبير تشهده “سوريا” وانفتاحها على العالم.
وأوضح “هيكل” أن الوضع التقني في “سوريا” كان يتطلب حلولاً عاجلة عملت عليها الوزارة سابقاً، إلا أن الحاجة اليوم تتجاوز تلك الحلول، وأن الوزارة تبذل قصارى جهدها للوصول إلى المعايير العالمية، خاصة فيما يتعلق بالإنترنت، مشيراً إلى أن خدمة vpn وإمكانية الاستغناء عنها مرتبطة بالإجراءات الأمريكية.
وبعد إعلان شركة “” إزالة “سوريا” من قائمة العقوبات، ذكر “هيكل” أن شركة apple قد اتخذت خطوات مماثلة، وأن الإدارة الأمريكية أبدت تعاوناً استثنائياً في هذا الشأن.
وفيما يخص أسعار الخدمات، رأى الوزير أن المواطن السوري يشعر بالظلم بسبب سوء الخدمة وليس ارتفاع الأسعار، وأن الوزارة تعمل على تحسين الجودة بما يتناسب مع السعر، مشيراً إلى وجود تحديات أمنية مثل سرقة المعدات على الطرقات وأسلاك الكهرباء.