الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 08:19 PM

وزير الداخلية السوري يبحث مع الأردن ملفات التعاون المشترك وزيارة مرتقبة للسويداء

وزير الداخلية السوري يبحث مع الأردن ملفات التعاون المشترك وزيارة مرتقبة للسويداء

وصل وزير الداخلية، أنس خطاب، صباح اليوم الثلاثاء، 7 تشرين الأول الحالي، إلى العاصمة الأردنية عمان، في إطار زيارة تهدف إلى "بحث جملة من الملفات ومناقشة بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك، التي تعزز التعاون بين البلدين"، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الأردنية (بترا).

وكان في استقبال الوزير خطاب في مطار عمان المدني نظيره الأردني، مازن الفراية. ويرافق الوزير رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، قتيبة بدوي، وعدد من ضباط وزارة الداخلية السورية.

وبحسب وكالة "بترا"، ستشمل الزيارة، التي تستغرق يومًا واحدًا، مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية وتحقيق المصالح المشتركة بين سوريا والأردن.

تشهد العلاقات السورية الأردنية تطورًا ملحوظًا منذ سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول 2024، حيث تم توقيع اتفاقيات تعاون مشتركة في مجالات عدة. وتؤكد الأردن باستمرار حرصها على دعم سوريا في جهودها لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار.

حراك أمريكي- أردني لحل ملف السويداء

في 12 آب الماضي، استضافت عمان اجتماعًا أردنيًا- سوريًا- أمريكيًا مشتركًا لبحث الأوضاع في سوريا وسبل دعم عملية إعادة البناء على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها، وتلبي طموحات شعبها وتحفظ حقوق كل السوريين، وفقًا لوكالة "عمون" الأردنية.

حضر الاجتماع آنذاك وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، وسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجمهورية التركية والمبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، توماس براك، إضافة إلى ممثلين عن المؤسسات المعنية في الدول الثلاث.

جاء الاجتماع استكمالًا للمباحثات التي استضافتها عمان في 19 تموز الماضي، لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوبي سوريا وحل الأزمة هناك. وبعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء جنوبي سوريا، أعلنت وزارة الداخلية السورية، في 19 تموز الماضي، عن بنود اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة السويداء، الذي جاء بعد المفاوضات التي جرت بين الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وتبنته تركيا والأردن وجيرانهما.

لعبت المملكة الأردنية دورًا هامًا في تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، إذ اجتمع كل من رئيس الوزراء الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في 26 تموز الماضي، بواشنطن، لبحث آخر التطورات المتعلّقة بوقف إطلاق النار في الجنوب السوري، وخصوصًا السويداء.

خارطة طريق سورية ـ أردنية ـ أمريكية

في 16 أيلول الماضي، أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، التوصل إلى خارطة طريق للحل في السويداء، عقب اجتماع مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس براك، في قصر "تشرين" بدمشق.

وفي مؤتمر صحفي جمع كلًا من الشيباني والصفدي وبراك، قال وزير الخارجية السوري، إنه تم التوصل إلى خارطة طريق "تكفل الحقوق وتدعم العدالة وتعزز الصلح المجتمعي وتفتح الطريق أمام تضميد الجراح"، بحسب ما نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا).

وأضاف الشيباني أن هذه الخارطة تقوم على خطوات عملية بدعم من الأردن والولايات المتحدة وهي:

  • محاسبة كل من اعتدى على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي.
  • ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع.
  • تعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين.
  • إعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية.
  • نشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة.
  • العمل على كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف.
  • إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء السويداء بجميع مكوناتهم.

وأكّد الشيباني أن السويداء لجميع أبنائها، وأنه يتم العمل على إعادة الحياة الطبيعية إليها بعيدًا عن الخلافات والنعرات.

وزير الخارجية الأردني قال إن الأردن يريد لسوريا أن تستقر وتنهض وتعيد البناء بعد سنوات من الدمار والمعاناة التي عاشها الشعب السوري، و"البدء بخطوات عملية نحو مستقبل مشرق لكل السوريين".

وأشار إلى أن الأحداث التي شهدتها السويداء "مأساوية ولا بد من تجاوزها"، مؤكدًا "ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات وإيصال المساعدات الإنسانية".

واعتبرَ وزير الخارجية الأردني أن أمن جنوبي سوريا هو امتداد لأمن الأردن و"استقراره ضرورة لاستقرارنا"، وأدان الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وطالب بوقفها.

الصفدي لفت إلى أن إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي تريد تقسيم سوريا، لأنها "لا تريد لها أن تستقر"، معبرًا عن رفض بلاده للتقسيم، مشيرًا إلى أن هذا ليس موقف الأردن وحده بل هو موقف عربي ودولي.

وشدد وزير الخارجية الأردني على أن "سوريا الآمنة" المستقرة هي ضمان لأمن واستقرار المنطقة.

مشاركة المقال: