الإثنين, 24 نوفمبر 2025 06:42 PM

وصول الدفعة الثانية من منحة النفط السعودية إلى سوريا: تفاصيل وأهمية الشحنة

وصول الدفعة الثانية من منحة النفط السعودية إلى سوريا: تفاصيل وأهمية الشحنة

أعلن وزير الطاقة السوري، محمد البشير، عن وصول الدفعة الثانية والأخيرة من منحة النفط السعودية إلى سوريا، والتي تقدر بمليون برميل نفط، ليصل إجمالي المنحة إلى 1,650,000 برميل. وعبر البشير عن شكره للمملكة العربية السعودية على هذه المنحة في منشور له على منصة “إكس”.

وكانت سوريا قد استلمت الشحنة الأولى من المنحة السعودية في 17 تشرين الثاني الحالي، وذلك بهدف دعم قطاع الطاقة في البلاد. وقد وصلت الشحنة الثانية مساء الأحد على متن الباخرة “Reliable Warrior”، وهي ناقلة نفط خام ترفع علم اليونان، وترسو حاليًا في ميناء “بانياس”، وفقًا لموقع “vesselfinder” لتتبع السفن.

وفي تصريحات لقناة “العربية” السعودية، أوضح الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول، يوسف قبلاوي، أن سوريا تحتاج شهريًا إلى حوالي 2.5 مليون برميل من النفط الخفيف لتأمين احتياجات مصفاة “بانياس”. وأشار إلى أن المصفاة تعمل حاليًا بـ 95 ألف برميل يوميًا فقط بسبب تهالك أقسامها، رغم استقبالها منحة النفط السعودية المقدرة بـ 1.65 مليون برميل.

وكشف قبلاوي أن إجمالي طاقة المعالجة الحالية لمصفاتي “بانياس” و”حمص” يبلغ حوالي 130 ألف برميل يوميًا.

وبحسب موقع “الطاقة” المتخصص بأخبار الطاقة، ومقره واشنطن، فإن شحنتي النفط السعودي إلى سوريا حُمّلتا بـ “خام الحوت” من ميناء الخفجي، وأُضيفت إليهما مكثفات من ميناء رأس تنورة، بهدف خلق خليط يتطابق مع اشتراطات التشغيل في مصفاة “بانياس”.

يذكر أن الشحنة الأولى من المنحة نُقلت عبر ناقلة النفط “بيتاليدي” ورست في ميناء “بانياس” محملة بأكثر من 89 ألف طن من البترول الخام السعودي (أي نحو 650 ألف برميل)، وذلك كجزء من المنحة التي يبلغ إجمالي كميتها 1.65 مليون برميل من النفط الخام.

وتأتي هذه الشحنات في إطار اتفاق تم توقيعه مع السعودية في 11 أيلول الماضي، لتزويد سوريا بإجمالي 1.65 مليون برميل من الخام. وكان الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، سلطان المرشد، ووزير الطاقة السوري، محمد البشير، قد وقعا مذكرة تفاهم بهذا الخصوص.

وكانت الشركة السورية للبترول قد أعلنت في 22 تشرين الثاني عن انتهاء تفريغ كامل حمولة “بيتاليدي” في خزانات بانياس، بكمية بلغت 650 ألف برميل. وأكدت الشركة، عند تسلم الشحنة في 17 تشرين الثاني، استكمال جميع الإجراءات اللوجستية والفنية لبدء عمليات الربط والتفريغ الفوري للحمولة، بهدف البدء بتحويل النفط الخام إلى مشتقات بترولية لتلبية الاحتياجات المحلية.

ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية، تعكس هذه المنحة جهود المملكة للإسهام في تحسين الاستقرار والتنمية المستدامة للشعب السوري، انطلاقًا من العلاقات الوثيقة بين البلدين.

أظهرت بيانات اطلعت عليها منصة “الطاقة” المتخصصة، أن شحنة النفط السعودية تم تحميلها في منتصف تشرين الأول الماضي على متن الناقلة “بيتاليدي” التي ترفع علم ليبيريا. وكشفت مصادر مطلعة للمنصة أن توقف الناقلة التي تحمل شحنة نفط سعودية إلى سوريا في أكثر من موقع، يعود إلى أن الأنواع التي تتناسب مع المصافي السورية غير متوفرة في ينبع على البحر الأحمر.

وقد حرصت الناقلة على تجنب العبور من البحر الأحمر رغم قرب المسافة، وسلكت طريق رأس الرجاء الصالح حول إفريقيا. وأرجعت المصادر مرور الناقلة حول إفريقيا إلى عاملين رئيسيين، هما أن خزانات النفط في سوريا مليئة، وعوامل متعلقة بتكلفة التأمين والسلامة، إذ كانت تكاليف التأمين في البحر الأحمر مرتفعة بسبب هجمات “الحوثيين” على السفن.

وتشير قاعدة بيانات قطاع النفط العالمي لدى منصة “الطاقة” المتخصصة، إلى أن هذه الشحنة تعد أول نفط خام سعودي يصل إلى سوريا، إذ لم تستورد سوريا تاريخيًا أي شحنات من النفط السعودي.

مشاركة المقال: