الإثنين, 4 أغسطس 2025 09:32 PM

OpenEvidence: كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة الأطباء وأحدث ثورة في اتخاذ القرارات السريرية؟

OpenEvidence: كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة الأطباء وأحدث ثورة في اتخاذ القرارات السريرية؟

في عصر تتسارع فيه وتيرة الأبحاث الطبية، حيث تصدر دراسة جديدة كل 30 ثانية، يواجه الأطباء تحدياً كبيراً في مواكبة التطورات المتسارعة مع مسؤولية رعاية مرضاهم. من هنا، انطلقت فكرة دانيال نادلر، رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا، ليؤسس منصة OpenEvidence، التي وصفتها مجلة «فوربس» الأميركية بأنها «شات جي بي تي للأطباء»، ولكن بدقة أعلى وسياق علمي موثوق.

أسس نادلر، الحاصل على دكتوراه من جامعة «هارفارد»، الشركة في عام 2022 بالتعاون مع زاك زيغلر، ونجح في جمع 210 ملايين دولار من مستثمرين كبار مثل GV (ذراع استثمار «غوغل»)، مما رفع قيمة الشركة إلى 3.5 مليارات دولار. وبامتلاك نادلر لـ 60% من الشركة، أصبح مليارديرًا بثروة تقدر بـ 2.3 مليار دولار.

كيف تعمل OpenEvidence؟ تعتمد المنصة على خوارزميات ذكاء اصطناعي متطورة لتحليل ملايين الدراسات العلمية المحكمة، من أبرز الدوريات مثل New England Journal of Medicine وJAMA، بهدف تقديم إجابات دقيقة وسريعة للأطباء خلال استشاراتهم، مع توفير المراجع الكاملة.

وما يميزها، بحسب مؤسسيها، أنها ليست أداة تشخيصية، لذا لا تحتاج إلى موافقة «هيئة الغذاء والدواء الأميركية» (FDA)، كما أنها مجانية للأطباء وتعتمد على نموذج إعلانات موجهة، مماثل لـ «غوغل».

تبنٍّ واسع وثقة متزايدة من الأطباء منذ انطلاقتها، استقطبت OpenEvidence أكثر من 430 ألف طبيب في الولايات المتحدة، أي ما يعادل 40% من إجمالي الأطباء، وتستخدم حاليًا في أكثر من 8.5 ملايين استشارة شهرية.

وقد أصبحت المنصة أداة لا غنى عنها لدى عدد من الأطباء، مثل الدكتورة سوزان وولفر، التي استخدمتها لإنقاذ مريض على متن طائرة، أو الدكتور ترافيس زاك، مديرها الطبي، الذي أكد أن استخدامها يقلل من الاعتماد على الحدس الشخصي للطبيب في اتخاذ القرارات العلاجية.

تكنولوجيا تتطور بسرعة أطلقت الشركة مؤخرًا ميزة جديدة تدعى DeepConsult، تعتمد على نماذج تفكير منطقي متقدمة «تربط النقاط» بين الدراسات المختلفة. وتساعد هذه التقنية الأطباء على إجراء أبحاث عميقة دون الحاجة إلى التفرغ الكامل، كما لو كان لديهم «فريق من حملة شهادات الدكتوراه» يعمل معهم في الخلفية.

بين المنافسة والنموذج الاقتصادي الفريد على الرغم من وجود منافسين مثل منصة UpToDate، إلا أن OpenEvidence تتميز بأنها بنيت على الذكاء الاصطناعي منذ البداية، وليس كإضافة لاحقة. كما أن استخدامها المجاني المدعوم بالإعلانات أثار اهتمام المستثمرين، في وقت يعد فيه الإعلان نموذجًا غير مألوف في عالم التكنولوجيا الصحية الذي يعتمد غالبًا على الاشتراكات المدفوعة.

لكن المؤسس نادلر يؤمن بجدوى هذا النموذج، مشيرًا إلى أن لديه حاليًا أكثر من 350 مليون دولار من مخزون الإعلانات المحتملة، رغم عدم تحقيق كامل العائدات منها بعد.

مستقبل OpenEvidence يرى مستثمرون كبار مثل توماس لافونت من Coatue أن OpenEvidence قد تصبح المنصة المحورية التي تتكامل فيها جميع أدوات الرعاية الصحية، من التحاليل إلى الأجهزة الطبية، لتصبح مركزًا موحدًا للتشخيص واتخاذ القرار.

وحتى الآن، يرفض نادلر التوسع إلى مجالات علمية أخرى، مفضلًا التركيز على الرعاية الصحية فقط، وخاصة في الدول ذات الوصول المحدود إلى الطب المتقدم.

عبر الدمج الذكي بين الذكاء الاصطناعي والبيانات الطبية المحكمة، تمكنت OpenEvidence من تقديم حل عملي وفوري لأزمة المعلومات التي يعاني منها الأطباء. والأهم، أنها قد تكون حجر الأساس لتغيير جذري في طريقة اتخاذ القرارات السريرية عالميًا.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الأخبار

مشاركة المقال: