الخميس, 3 يوليو 2025 11:51 AM

آنه دونغ: قصة اللاجئة الفيتنامية التي اخترعت قنبلة "جي بي يو – 57" الخارقة للتحصينات

آنه دونغ: قصة اللاجئة الفيتنامية التي اخترعت قنبلة "جي بي يو – 57" الخارقة للتحصينات

كشفت تقارير عن استخدام الولايات المتحدة لأربع عشرة قنبلة خارقة للتحصينات في ضربات استهدفت منشآت نووية رئيسية في إيران قبل أكثر من أسبوع. وقد لفتت هذه القنابل، المعروفة باسم «جي بي يو – 57»، أنظار العالم لقدراتها التدميرية الهائلة، إلا أن هوية مخترعها ظلت مجهولة للكثيرين.

بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإن مخترعة هذه القنابل هي آنه دونغ، لاجئة فيتنامية تبلغ من العمر 65 عاماً، هربت من سايغون إلى واشنطن خلال حرب فيتنام. بدأت رحلتها من طفولة عاشتها في خضم الحرب إلى مختبر ذخيرة تابع للبحرية الأميركية.

تذكر دونغ كيف كانت تتمنى في طفولتها أن يمتلك شقيقها، طيار المروحيات في فيتنام الجنوبية، «عصا سحرية تُعطيه أفضل سلاح» ليتمكن من الفوز والعودة سالماً. وقد قطعت على نفسها وعداً بأنها ستفعل كل ما بوسعها لرد الجميل للجنود الأميركيين الذين قاموا بحمايتها وعائلتها.

في أبريل (نيسان) 1975، وقبل سقوط سايغون، تمكنت دونغ وعائلتها من الوصول إلى سفينة تابعة للبحرية الفيتنامية الجنوبية متجهة إلى الفلبين، ومن ثم إلى الكنيسة المعمدانية الأولى في واشنطن العاصمة.

حصلت دونغ على شهادة في الهندسة الكيميائية من جامعة ماريلاند عام 1982، ثم على شهادة الماجستير في الإدارة العامة من الجامعة الأميركية، قبل أن تلتحق بوظيفة علمية مدنية في البحرية. وبحلول عام 2001، أصبحت مديرة قسم التطوير المتقدم للذخائر غير الحساسة في قسم «إنديان هيد» التابع لمركز الحرب السطحية البحرية.

بدأت دونغ العمل على المتفجرات التي استُخدمت في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، حيث قادت فريقاً من علماء الجيش الأميركي الذين صنعوا مادة متفجرة من نفس عائلة القنبلة الخارقة للتحصينات المستخدمة في إيران.

كانت هذه القنبلة هي «BLU-118/B»، وهي قنبلة موجهة بالليزر مصممة للاختراق العميق للأماكن الضيقة مثل الأنفاق تحت الأرض التي كانت تؤوي تنظيم القاعدة في أفغانستان. وقد استُخدمت هذه القنبلة مراراً وتكراراً في أفغانستان، ويُنسب إليها الفضل في تقصير أمد الحرب.

قبل تصميم قنبلة BLU-118/B، كانت دونغ وفريقها يعملون على جيل جديد من «المتفجرات عالية الأداء وغير الحساسة»، والتي استُخدمت لاحقاً في القنبلة الخارقة للتحصينات «جي بي يو – 57»، التي استخدمتها الولايات المتحدة في إيران.

تم إلقاء 12 قنبلة «جي بي يو – 57» على الموقع النووي الإيراني في فوردو، فيما أُلقيت قنبلتان أخريان على المنشأة النووية في نطنز.

على الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أصرّ على أن الهجوم «دمّر» المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن بعض التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني ربما تأخر بضعة أشهر فقط. وترى دونغ أنه لا يمكن قياس مدى نجاح القنبلة بشكل دقيق في الوقت الحالي.

على الرغم مما عانته من خسائر فادحة خلال حرب فيتنام، فإن دونغ لا ترى أي تناقض بين العنف الذي عانت منه وعملها في تطوير متفجرات ذات قوة هائلة، معتبرة أن القنابل عالية التقنية يمكن أن تساعد في تقليل القتال البري وتقصير أمد الحروب.

مشاركة المقال: