أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الاثنين 17 تشرين الثاني، على التزام بلاده بموقفها "الحازم" فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق 10 آذار 2025، الموقع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء التركية "الأناضول" عقب اجتماع للحكومة التركية، أوضح الرئيس التركي أن بلاده ترى أن هذا الاتفاق سيعزز وحدة سوريا وتماسكها وسلامتها، مؤكدًا استعداد أنقرة لتقديم كل الدعم الممكن لحل هذه القضية.
يذكر أن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقّع في 10 آذار الماضي اتفاقًا مع قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن الحكومة السورية.
كما أعرب الرئيس التركي عن تقديره للزخم الذي اكتسبته دمشق في علاقاتها الدولية التي استعادتها مؤخرًا، وأشار إلى أن تركيا تسعى للعيش بسلام مع جميع "أصدقائها وأشقائها الذين تتشارك معهم التاريخ والمصير والمستقبل".
التوقف عن التعلق بالماضي
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جميع الأطراف في سوريا إلى التخلي عن التمسك بالماضي والبحث عن طرق للعمل برؤية مشتركة للمستقبل. وأضاف: "يجب عدم الالتفات إلى الإملاءات أو التحريضات أو الإشارات الصادرة عن أولئك الذين يضمرون أطماعًا توسعية في المنطقة، وعلى الجميع أن يتذكر حقيقة أن من يمتطي جواد غيره يترجل سريعًا".
وأكد أردوغان أن بلاده تعتبر جميع مكونات الشعب السوري أشقاء لها، وتتمنى الأمن والسلام والاستقرار للجميع. وأشار إلى أن تركيا ستواصل العمل على إرساء السلام والاستقرار الدائمين في سوريا من خلال الحوار مع جميع الأطراف، مشددًا على عزم تركيا على الدفاع عن السلام والعدالة والاستقرار والتنمية والربح المشترك على طول حدودها الجنوبية من العراق إلى سوريا.
مباحثات مع الأمريكيين بشأن دمج "قسد"
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن قضية "وحدات حماية الشعب" (YPG) وحزب "العمال الكردستاني" (PKK) التي تستخدم اسم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، كانت من القضايا الهامة التي ناقشها مع المسؤولين الأمريكيين خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف أن أهم العوامل التي أدت إلى توقف المحادثات بين الحكومة السورية و"قسد" تمثلت في ميل الأخيرة إلى الانحراف عن مسارها أحيانًا، والسعي وراء فرص في أزمة إقليمية جديدة، مشددًا على ضرورة التذكير بأن هذا السعي لن يفيدهم، بحسب قوله.
وأكد في مقابلة مع قناة "AHABER" التركية، والتي بُثت يوم السبت 15 تشرين الثاني، على أهمية مسار المحادثات بين الجانبين، مشيرًا إلى توقفها بعد تدخل إسرائيل في الجنوب، بسبب تطورات معينة في المنطقة. وتابع: "يجب المضي قدمًا في هذا الأمر ضمن وحدة فهم معينة"، مضيفًا أن انخراط المنظمة ضمن النظام الأمريكي بذريعة محاربة تنظيم "الدولة" للحصول على استثمارات سياسية معينة، هو أمر يجب اختتامه عند نقطة معينة بطريقة تعود بالنفع على جميع الأطراف. وأوضح وجود مفاوضات ومحادثات مع الأمريكيين لضمان وصول المناقشات إلى نقطة معينة.