لا يزال وضع الطاقة الكهربائية في مدينة حلب يشهد تدهوراً مستمراً، وذلك بعد مرور أسابيع على بدء تدفق الغاز القادم من أذربيجان بتمويل قطري، والذي وعدت الحكومة بأنه سيؤدي إلى تحسن تدريجي ينهي ما وصفته بـ "عصر الأمبيرات".
إلا أن الأهالي ما زالوا يعانون من التكاليف الباهظة والاعتماد على المولدات، مع عودة ساعات الوصل اليومية إلى ما كانت عليه سابقاً، بل وأكد بعض السكان لـ "حلب اليوم" أن هناك تراجعاً ملحوظاً في بعض الأحياء.
وكان محافظ حلب، عزام الغريب، قد أعلن في شهر آب الماضي عن بدء تحسن تدريجي في خدمة الكهرباء المنزلية والصناعية، مع زيادة في ساعات التغذية في بعض الأحياء، وذلك ضمن الإمكانيات المتاحة. وأشار إلى أن الهدف التالي هو تأهيل الشبكة المتضررة لضمان وصول الكهرباء بشكل عادل إلى كل منزل، وذلك نتيجة للجهود المستمرة والعمل مع وزارة الطاقة.
من جانبه، صرح مدير الاتصال الحكومي في وزارة الطاقة، أحمد السليمان، في مطلع الشهر الماضي، بأن الوزارة لديها خطة لزيادة ساعات التغذية، معلناً عن بداية التحسن التدريجي. وشهدت حلب في تلك الفترة زيادة ملحوظة في ساعات التغذية الكهربائية في عدة أحياء، حيث ارتفع عدد ساعات التغذية من 4 إلى 6 ساعات يومياً، وتزامن ذلك مع بداية ضخ الغاز الأذري، إلا أن هذا التحسن لم يستمر سوى أسبوع واحد، وفقاً لما أكده العديد من السكان.
ويقول أحد أهالي حي "أغيور" شرقي المدينة، إن التيار الكهربائي كان يُوصل عند بداية التحرير 3 مرات يومياً، بواقع ساعتين في كل مرة، أي بمعدل 6 ساعات وصل في اليوم، ولكنه الآن، وبعد ضخ الغاز الأذري، يُوصل مرة واحدة، وفي بعض الأحيان مرتين في اليوم، أي بمعدل 2 – 4 ساعات فقط.
وذكر أحد سكان حي الفرقان، أن واقع التغذية الكهربائية في منطقته لم يشهد أي تغيير، باستثناء بضعة أيام تلت إعلان المحافظة المذكور، وهذا هو الحال في كافة أحياء المدينة الشرقية والغربية، باستثناء المنطقة الصناعية التي شهدت تحسناً نسبياً.
وقد حاولت "حلب اليوم" التواصل مع الجهات المعنية للحصول على توضيحات، إلا أنها لم تتلقّ أي ردود، في حين يطالب الأهالي بإيضاحات دون تلقي أي إجابة من المحافظة أو وزارة الطاقة.
ويشير عدد من الأهالي الذين استطلعت "حلب اليوم" آراءهم إلى تفهمهم لصعوبة موقف الحكومة وحجم التحديات الكبيرة مع الإمكانيات المحدودة، لكنهم يؤكدون على حق المواطن في معرفة الحقيقة والاستجابة لمحاولات الاستيضاح المتكررة.
ويطالب أهالي المدينة بوضع جدول تقنين ثابت للكهرباء، يمكنهم من التعايش مع الوضع الحالي، إذ إن عدم ثبات ساعات الوصل والفصل يمثل مشكلة إضافية تزيد من معاناتهم.