يدفع الطالب الجامعي يومياً أجور نقل باهظة للوصول إلى جامعته، ما حول رحلة الدراسة إلى عبء مالي مستمر يثقل كاهل الأسر ويؤثر سلباً على نفسية الطلاب.
سناك سوري-ريف دمشق
"أحمد"، طالب في كلية الآداب يقيم في ريف دمشق، ينفق يومياً 11 ألف ليرة فقط على المواصلات. يدفع 3500 ليرة سورية للحافلة من الضاحية إلى الكراج، ثم 2000 ليرة من الكراج إلى كلية الآداب. أي 5500 ليرة في الذهاب ومثلها في العودة، دون احتساب أي مصاريف إضافية مثل المياه أو الطعام أو حتى فنجان القهوة.
"ديالا"، شقيقة أحمد، تدرس في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية (الهمك)، وتحتاج يومياً إلى حوالي 13 ألف ليرة. تدفع 3500 ليرة من الضاحية إلى الكراج، ثم من الكراج إلى الكلية 3000 أو 4000 ليرة حسب مزاج السائق، كما تقول لـ"سناك سوري". وبافتراض ثبات الأجرة عند 3000 ليرة، فإنها ستدفع 6500 ليرة في الذهاب ومثلها في العودة.
بناءً على هذه الحسابات، يحتاج أحمد شهرياً إلى 220 ألف ليرة، وديالا إلى 260 ألف ليرة. ما يعني أن العائلة تتكلف 480 ألف ليرة شهرياً فقط لأجور المواصلات، دون احتساب تكلفة الطعام أو الاحتياجات الأخرى مثل الأدوية وإيجار المنزل، وحتى أجور مواصلات الأهل وبقية أفراد العائلة.
وفي دراسة سابقة أجراها سناك سوري حول عائلة مكونة من 5 أشخاص تتناول 3 وجبات يومياً بدون لحوم أو دجاج، تبين أن التكلفة الشهرية تصل إلى مليون و900 ألف ليرة مع ثمن الغاز. ومع إضافة تكاليف النقل، ترتفع التكلفة إلى حوالي 2 مليون ونصف المليون ليرة بشكل تقديري. ما يعني أن أي زيادة مرتقبة في الرواتب يجب أن تأخذ هذه التفاصيل في الاعتبار ليشعر بها الموظفون حقاً ويخفف عنهم الأعباء الكبيرة.
وإذا كان الموظفون يمتلكون بعض الأمل في تحسين رواتبهم، فإن هناك الكثير من السوريين العاطلين عن العمل مع انعدام فرصهم حالياً، يحتاجون إلى إجراءات إسعافية عاجلة لضمان حصولهم على الطعام والشراب وحق التعليم لأبنائهم.