برلين-سانا: في شهر تشرين الأول من كل عام، تتصدر أسماء الفائزين بجوائز نوبل اهتمام وسائل الإعلام، وذلك تكريماً لإسهاماتهم البارزة في خدمة البشرية في مختلف المجالات. يكشف تقرير لمنصة DW الألمانية عن سبع حقائق قد تكون غير معروفة عن هذه الجائزة العالمية. نستعرض في هذا التقرير جوانب خفية عن الفائزين وتاريخ الجائزة، بالإضافة إلى بعض القصص المثيرة للجدل.
- جائزة نوبل.. إرث عائلي: تُعتبر ماري كوري الشخص الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في مجالين مختلفين من العلوم الطبيعية، حيث حصلت على جائزة الفيزياء عام 1903 والكيمياء عام 1911، تقديراً لأبحاثها في مجال الإشعاع واكتشاف عناصر جديدة. وسارت ابنتها إيرين جوليو كوري وزوجها فريديريك جوليو كوري على خطاها، حيث فازا بنوبل الكيمياء عام 1935 لاكتشافهما الإشعاع الاصطناعي، مما جعل عائلة كوري من بين أشهر العائلات الفائزة بجوائز نوبل عبر جيلين في مجال العلوم.
- ميليفا ماريتش وألبرت أينشتاين: في اتفاقية الطلاق، تعهد أينشتاين لزوجته الأولى ميليفا ماريتش بدفع كامل قيمة جائزة نوبل المستقبلية لها، على الرغم من أنه لم يكن قد فاز بها بعد. وعندما حصل على الجائزة عام 1921، تم تحويل المبلغ إليها، مما وفر لها ولأطفالهما استقراراً مالياً.
- مفارقة أينشتاين: رفضت لجنة نوبل منح الجائزة لأينشتاين عن نظرية النسبية بسبب طبيعتها النظرية، وفضلت الأدلة التجريبية. حصل أينشتاين عام 1921 على الجائزة عن تفسيره للتأثير الكهروضوئي القابل للقياس، وتم استبعاد النسبية من التبرير الرسمي.
- الرياضيات وأسطورة المؤسس: القصة الشائعة حول عدم إنشاء جائزة للرياضيات بسبب خيانة زوجة ألفريد نوبل هي مجرد أسطورة. نوبل لم يتزوج قط، والأرجح أنه لم يعتبر الرياضيات مفيدة للبشرية بشكل مباشر، لذلك استبعدها من جوائزه.
- الباحثات المهملات: ساهمت ليز ميتنر في اكتشاف الانشطار النووي، لكن الجائزة عام 1944 مُنحت لأوتو هان فقط، على الرغم من ترشيحها 48 مرة. كما اكتشفت جوسلين بيل برنيل النجوم النابضة، ولكن عند منح أنتوني هيويش نوبل علم الفلك عام 1974، تم تجاهل مساهمتها.
- الميدالية كسلعة: باع ورثة فرانسيس كريك ميداليته في مزاد بسبب الديون، وبلغ سعرها أكثر من مليوني دولار. وباع جيمس واتسون ميداليته عام 2014 مقابل 4.8 ملايين دولار، وأعاد المالك الجديد الميدالية إليه لاحقاً، مما يدل على القيمة العالية للميداليات خارج مجال العلوم.
- جائزة نوبل ليست دائماً نبيلة: لم يتم سحب أي جائزة رسمياً، حتى عند ثبوت خطأ علمي، كما في حالة الطبيب يوهانس فيبيغر (1926) واكتشافه الخاطئ أن دودة تسبب السرطان. كما أن عملية لوبوتومي التي طورها أنطونيو إيغاس مونيز (1949)، والتي تتضمن قطع المسارات العصبية في الفص الجبهي من الدماغ لعلاج الأمراض النفسية، تعتبر اليوم غير فعالة وضارة. سُحبت بعض الأبحاث الحديثة مثل غريغ سيمينزا (2019) بسبب بيانات مزورة، رغم صحة إنجازه الرئيسي. بعض الفائزين أعربوا عن آراء مثيرة للجدل: لينوس بولينغ دافع عن جرعات عالية من فيتامين C، وكاري موليس روج لنظريات مؤامرة حول الإيدز والأجسام الطائرة المجهولة، وويليام شوكلي تبنى معتقدات عنصرية ويوجينية.
تجدر الإشارة إلى أن جائزة نوبل تأسست بناءً على وصية ألفريد نوبل، العالم والكيميائي والمخترع السويدي، التي كتبها عام 1895 قبل وفاته بسنة واحدة. نصت الوصية على منح جوائز سنوية للأفراد الذين قدموا أكبر فائدة للبشرية في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب، بالإضافة إلى جائزة للسلام. تم تنفيذ الوصية رسمياً بعد وفاته عام 1896، وبدأت أولى جوائز نوبل عام 1901.