الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 06:06 PM

أكرم الأحمد: الإعلام والذاكرة الجمعية في ندوة لمؤسسة "ميثاق شرف"

أكرم الأحمد: الإعلام والذاكرة الجمعية في ندوة لمؤسسة "ميثاق شرف"

عقدت مؤسسة "ميثاق شرف" للإعلاميين السوريين، بالتعاون مع مؤسسة "عنب بلدي"، ندوة حوارية في مقر الأكاديمية السورية للتدريب والإعلام بدمشق، تناولت تأثير الإعلام على الذاكرة الجمعية وخطاب الكراهية. قدم الندوة الإعلامي أكرم الأحمد، وذلك في إطار جهود تعزيز العدالة الانتقالية والسلم الأهلي.

استهل الأحمد الندوة بالحديث عن الآثار السلبية لخطاب الكراهية، والتي تتجلى في إحداث انقسامات مجتمعية، وتكريس ثقافة تبرر العنف بأشكاله كافة، وإضعاف مؤسسات الدولة، فضلاً عن فتح المجال أمام تدخل الدول الأخرى في الشؤون الداخلية، وتخويف رأس المال، وزيادة التكاليف، وتوريث الخوف وانعدام الثقة بين أفراد المجتمع.

وأشار الأحمد إلى أن خطاب الكراهية منتشر في كل أنحاء العالم، وأن الأشخاص الذين يتبنون هذا الخطاب موجودون في كل المكونات المجتمعية. كما أكد على أن الرموز الحقيقية كانت مغيبة في زمن النظام البائد، حيث جرى العمل بشكل ممنهج على توجيه الذاكرة الجمعية نحو اتجاه معين. وأوضح أن الذاكرة الجمعية السورية استُخدمت بطريقة معينة خلال العقود الستة الماضية، إذ عملت القيادة على ربط الذاكرة الجمعية بالقائد والحزب، وقامت بـ "خصخصة" الرموز الوطنية، وتحويل العلم والأعياد والتاريخ وخطاب الصمود وبعض الرموز الدينية والتاريخية إلى أدوات تخدم العلامة السياسية للعائلة الحاكمة، التي بدورها حولت الوطن إلى "براند شخصي" للقائد، وشوهت بعض الرموز الدينية والتاريخية.

وأوضح أن التحديات الكبيرة اليوم تكمن في تغيير هذه الذاكرة الجمعية المشوهة وبناء الوعي، وهو ما يمكن معالجته بطريقتين: الأولى أفقية من خلال النخب والمنظمات والمجتمع المحلي، والثانية عمودية من خلال الحكومة والتشريعات. وأكد أن هذه المسارات معقدة ولا يمكن التعامل معها بسهولة، بل تحتاج إلى سنوات من العمل والجهد.

كما شدد على ضرورة عزل المجرم أو المخطئ عن مجتمعه، وهو ما قد يواجه بالرفض من الفئة المحيطة به بسبب قرابة الدم وعدم معرفتهم بمساوئ أفعاله والاكتفاء بتحقيق المنفعة المادية والمجتمعية منه. وأكد أن الفطرة الإنسانية ترفض أي مجرم، وأي خطأ يجب الإشارة إليه وتعريفه وتحديده، وبالتالي يمكن نبذ الشخص المخطئ وتمييزه عن غيره، ولا نجد من يؤيد بقاءه طليقاً.

وأكد أن دور النخب في تفكيك خطاب الكراهية يجب أن يقوم على عزل المجرمين عن مجتمعاتهم كخطوة أولى، وضرب مثالاً بما حدث في السويداء، وتحديداً الهجري.

مصعب أيوب

مشاركة المقال: