الجمعة, 19 سبتمبر 2025 10:23 PM

ألمانيا تخطط لتطوير طائرات مسيرة قتالية بعيدة المدى لتعزيز قدراتها الدفاعية

ألمانيا تخطط لتطوير طائرات مسيرة قتالية بعيدة المدى لتعزيز قدراتها الدفاعية

ذكرت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية أن القوات المسلحة الألمانية تستعد لتطوير طائرات مسيرة قتالية بعيدة المدى، قادرة على ضرب أهداف في عمق أراضي العدو. وأشارت الصحيفة إلى أن ثلاث مجموعات تعمل حالياً على وضع التصورات اللازمة، وذلك بعد طلب من القوات الجوية الألمانية لشركات تصنيع دفاعية رائدة وناشئة في ألمانيا وخارجها، لتوفير هذا النوع من الطائرات.

تساهم شركة "إيرباص" للدفاع في هذا المشروع، بالإضافة إلى شركة "كراتوس" الأميركية الناشئة. كما تتعاون شركة "راينميتال" الألمانية مع شركة "أندوريل" المتخصصة في الطائرات المسيرة. وأفاد التقرير أيضاً بمشاركة شركة "هلسينج" الناشئة، ومقرها ميونيخ، في المشروع.

أكدت وزارة الدفاع الألمانية للصحيفة وجود استعدادات لمثل هذا المشروع، موضحة أن محادثات أولية قد جرت، ولكن لم يتم إصدار أي عطاء رسمي حتى الآن. ولم تستجب الوزارة والشركات المذكورة لطلبات التعليق التي أرسلتها "رويترز" عبر البريد الإلكتروني.

في مايو الماضي، صرح المستشار الألماني فريدريش ميرتس في خطاب أمام البوندستاج (البرلمان) بأن ألمانيا ستتحمل مسؤولية أكبر في الدفاع عن أوروبا من خلال بناء أقوى جيش في الاتحاد الأوروبي، محذراً وزير الدفاع من إمكانية العودة إلى التجنيد الإجباري. وأضاف في تصريحات لمجلة "بوليتيكو" أن الحكومة الفيدرالية ستوفر جميع الموارد المالية التي يحتاجها الجيش الألماني ليصبح أقوى جيش تقليدي في أوروبا. وأكد أن هذا الأمر مناسب لأكبر دولة من حيث عدد السكان والأقوى اقتصادياً في أوروبا، وأن الأصدقاء والشركاء يتوقعون ويطالبون بذلك.

ويرى ميرتس أن الوفاء بوعده ببناء أكبر جيش تقليدي في أوروبا لن يكون سهلاً. وتعهد خلال خطابه بإصلاح الاقتصاد الألماني المتعثر، القائم على التصدير، والذي انكمش لعامين متتاليين، من خلال إصلاح البيروقراطية في البلاد، وتحفيز الاستثمار وريادة الأعمال.

منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، زادت ألمانيا إنفاقها العسكري بشكل كبير، على الرغم من أن قواتها المسلحة لا تزال في حاجة ماسة إلى الاستثمار بعد سنوات من نزع السلاح والتقشف بعد الحرب الباردة. وتراجعت القدرات الدفاعية للجيش الألماني وقدرته على الردع على مر السنين، على خلفية يقين الحكومات الألمانية المتعاقبة، وخاصة في ظل حكم المستشارة أنجيلا ميركل، بأن نهاية الحرب الباردة تعني اختفاء الأعداء وسلاماً شبه دائم في القارة الأوروبية، وانسجاماً مع هذه الرؤية تم إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية في ألمانيا عام 2011.

لكن متغيرات اليوم، وفي مقدمتها الحرب في أوكرانيا، أعادت الألمان إلى دورة التسليح، فبعد أن وصف مفتش الجيش البري الألماني، ألفونس مايس، عشية الحرب في أوكرانيا عام 2022 جيشه بـ "العاري نسبياً"، ها هو اليوم يسعى للتحول إلى قوة ضاربة في المستقبل.

وتتزامن الجهود الألمانية مع سعي دول أوروبية أخرى لتعزيز قدراتها العسكرية كبريطانيا؛ التي أعلن رئيس وزرائها كير ستارمر نيته لبناء 12 غواصة بحرية نووية في السنوات المقبلة من قبيل الردع أيضاً. (REUTERS – asharq)

مشاركة المقال: