الثلاثاء, 29 أبريل 2025 07:45 PM

أمسية كورالية أوبرالية مؤثرة في دمشق تحيي ذكرى ضحايا الثورة السورية

دمشق-سانا بين لوحات قضبان زنازين النظام البائد وصور شهداء الثورة السورية، أحيّت فرقة غاردينيا مع المغنية الأوبرالية السورية نعمى عمران أمسيةً موسيقية مميزة، وذلك في ختام تظاهرة /بداية/ في بيت فارحي التراثي بدمشق.

وتم خلال الحفل أداء عدة مقاطع وترانيم ودندنات ترمز للظلم وأوجاع السوريين، ومنها (مقدمة أسماء المخطوفين، الحانوتة الأوغاريتية، سوري، يا عيني لا تدمعي، الهدهدة “سيغا سي)، إضافةً إلى أهزوجتي /يا حيف/ لسميح شقير، و/ يا يما توب جديد/ للشهيد عبد الباسط الساروت، وذلك في دمج بين الكورال الجماعي والصوت الأوبرالي القوي.

(سميرة خليل.. وائل حمادة.. ناظم حمادي .. زكي كورديللو .. يحيى شربجي .. عبد العزيز الخيّر) وغيرهم.. أسماء من ضحايا النظام البائد التي لم تفارق شفاه المغنية الأوبرالية نعمى التي صدحت أنغامها في أرجاء الحفل على وقع أصوات الكورال فشكلت صرخات للاإنسانية جمعاء عن المجازر والجرائم التي ارتكبها وخلفها النظام البائد.

وفي تصريحات لمراسلة سانا الثقافية، أكدت مايسترو الكورال سفانة بقلة أن ابتداء الحفل بأسماء المخطوفين يُعتبر حفظاً لسردية الثورة والتضحيات التي قدمها الشعب السوري بكفاحه من أجل الحرية، لافتةً إلى أن جميع القطع التي قدمت في الحفل كانت عبارة عن تهويدة للشهداء بطريقة الكورال الخاصة، وباللغات السورية القديمة.

وحول تجربة الشراكة بين المشاريع الموسيقية المختلفة، أوضحت سفانة أن الشراكة بين مشروع نعمى عمران الذي جال العالم والغني عن التعريف، ومشروع غاردينيا هي تجربة دائمة وفريدة، وتتيح المجال للتطور والتعلم، وإيجاد اللغة المشتركة بين الجانبين، وهو أمرٌ مهم جداً بالفن.

ونوهت سفانة بالتأثير العميق جداً للموسيقا على المتلقين، فالجمهور اليوم كان يبكي حين أوصلت الموسيقا السردية الثورية بطريقة مختلفة حفّزت لديه مشاعر يصعب التعبير والكلام عنها.

وأضافت سفانة: “رسالتنا دائماً أننا سنبقى نغني للإنسان السوري، فمشروع الإنسان في سوريا يتجلى بالكرامة والحرية والعدالة، وهو مشروعنا الدائم”.

//أتيتُ بشغفٍ عظيم.. وسعادة غامرة مطلقة//، حسبما تصف المغنية نعمى، موضحةً أن حفل اليوم هو الأول الذي تقيمه في سوريا بعد سقوط النظام البائد، إذ مكثت أربعة عشر عاماً في باريس، وما إن فُتحت الأبواب حتى عادت مباشرةً إلى سوريا.

نعمى التي كانت ممنوعة من دخول سوريا لافتتاحها كل حفلة دائماً بأسماء الشهداء والمعتقلين، أكدت أن أول شيء رغبت بالقيام به في سوريا هو أن تغني أسماءهم بعد أن مُنعتُ من التحدث عنهم هنا، وبقيت تخصص مساحةً دائمةً لهم في صوتها وموسيقاها، وحتى في العروض الفنية.

وتمنت نعمى أن يُقام هذا الحفل لاحقاً في دار الأوبرا، لتغني أسماء المعتقلين والشهداء فيها، وقالت: “لنقيم لهم قصةً كاملةً لتكريمهم.. رفاقي بعضهم مات في فرنسا حيث أعيش، وبعضهم فُقد أثناء النضال، وشهدتُ حالات اختفاء منهم، بالتالي من حقهم علينا تكريمهم”.

ولفتت نعمى وهي من الدفعة الأولى لتخصص الغناء الأوبرالي في سوريا، إلى مواجهتها الكثير من المشكلات في معهد الموسيقا بسبب معارضتها الدائمة للنظام البائد، حيث كانت ممنوعة دائماً من كل الأنشطة، وأضافت: “لكن رسالة حفل اليوم هي المحبة والسلام، ولن نتوقف عن النضال معاً فسوريا لكل السوريين”.

وبالنسبة لأهمية الحفل بهذا التوقيت في سوريا الجديدة، قالت نعمى: “اليوم سعيدة جداً بأنني أُقيمُ هذا الحفل الموسيقي في هذا الدار التاريخي، ومع الكورال الرائع وجميع أفراده الممتازين، ويجب أن نُركز على محبتنا الدائمة والمستمرة لبعضنا، فالمرحلة القديمة انتهت، وهناك دمار كبير يحتاج وقتاً لإصلاحه”، معربة عن إيمانها بدور الفن في الإصلاح فهو يُليّنُ القلوب ويفتحُ الآفاق.

تابعوا أخبار سانا على ا و

مشاركة المقال: