الثلاثاء, 15 يوليو 2025 12:06 AM

إبداعات طلاب الغرافيك بجامعة دمشق تحاكي غرنيكا في معرض المنتج الطلابي

إبداعات طلاب الغرافيك بجامعة دمشق تحاكي غرنيكا في معرض المنتج الطلابي

دمشق-سانا: رؤى معاصرة وتجارب متنوعة في الطباعة والكولاج تجسدت في أعمال طلاب السنة الأولى بقسم الغرافيك في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وذلك ضمن فعاليات معرض المنتج الطلابي الذي يهدف إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية.

120 عملاً فردياً تحاكي لوحة غرينكا

يضم المعرض، الذي استضافه المركز الوطني للفنون البصرية، حوالي 120 عملاً فردياً لطلاب السنة الأولى، بالإضافة إلى 8 أعمال أُنجزت بأسلوب إعادة التدوير خلال العام الدراسي. وقد قام الطلاب بإنتاج تكوينات جديدة ومتنوعة، وإعادة تدويرها برؤية غرافيكية مبتكرة، عكست قدرتهم على تطوير معالجات فنية معاصرة، انطلاقاً من مفاهيم تاريخية وإنسانية عميقة. وتجمعت هذه الأعمال لتشكل لوحة كبيرة تحاكي لوحة غرينكا الشهيرة للفنان الإسباني بابلو بيكاسو، والتي تجسد مأساة الحرب والمعاناة التي تخلّفها في حياة الأفراد، بما تحمله من عناصر تعبيرية غنية.

الطلاب تجاوزوا الأسلوب الواقعي إلى التجريد

أكد رئيس قسم الغرافيك في كلية الفنون الجميلة الدكتور إياد محمود أن إقامة هذا المعرض تمثل خطوة بالغة الأهمية في المسيرة الأكاديمية والإبداعية للطلاب. وأوضح أن الطالب في بداية دراسته للفن يواجه تساؤلات حول كيفية تقديم عمله الفني ضمن صالات الكلية وخطتها الدراسية، مشيراً إلى أن أجمل ما في العمل الفني هو لحظة تعليقه على الحائط وتحوله إلى كيان مستقل ينبض بالحياة، بعيداً عن صانعه، حيث تمثل هذه اللحظة انتصاراً كبيراً للفنان، وهو يعرض عمله أمام الجمهور، ويدافع عنه بثقة. ورأى الدكتور محمود أن مستوى الطلاب مبشر وواعد، حيث تمكنوا من تجاوز المفهوم الكلاسيكي إلى العمل الفني القائم على الحالة الواقعية المباشرة، وانتقلوا إلى رؤى أكثر تجريدية، تعكس قدرتهم على التفكير وإنتاج أعمال فنية تنبع من خيالهم وتصوراتهم الداخلية، ليصوغوها بتوازن على الورق، ويخلقوا فضاءات تصويرية مبتكرة، وهي عملية معقدة تتطلب جهداً وموهبة.

ورشة عمل تمهيدية لتعليم مهارات الطباعة والتكوين

أوضحت المدرسة في كلية الفنون الجميلة عليا النحوي أن المعرض سُبِق بورشة عمل تناولت مشاريع الطلاب في الفصل الثاني، وركزت على دراسة التدرجات بين الأبيض والأسود والرماديات. وأضافت أن الورشة تضمنت قص الأعمال وتجميعها ضمن لوحة كبيرة مميزة عن باقي اللوحات الصغيرة، إضافة إلى إعادة تدوير بعض الأعمال المنجزة خلال العام الدراسي. وأشارت إلى أن الأعمال المعروضة نتاج مشروع تخصصي في الطباعة، تضمن تجارب طباعة أوراق الشجر وتقنيات الكولاج لبناء التكوينات الورقية، مؤكدة أهمية إقامة مثل هذه المعارض في بدايات الطلاب، لما لها من دور تحفيزي وتشجيعي على الاستمرار.

المعرض فرصة مهمة لطلاب السنة الأولى

زياد طارق العبد، أحد طلاب السنة الأولى، قدم لوحة فنية اعتمد فيها على أسلوب الطباعة، مستخدماً أوراق الشجر وألوان الكواش، وركز على إبراز الإضاءة للتعبير عن سعادته بهذه المشاركة التي تمثل بداية مشواره الأكاديمي والفني. أما ماريا الشريف فقد دمجت بين لوحتين بتقنية الطباعة والكولاج مستخدمة قصاصات الورق لتتعلم من خلالها أساليب التكنيك في الدمج الفني بين لوحتين، كتجربة تستلهم عمل الفنانين المحترفين، كما طبقت طريقة إخراج التدرجات اللونية بالأبيض والأسود والرماديات، مضيفة عناصر أخرى من البيئة لإثراء عملها البصري.

مشاركة المقال: