السبت, 23 أغسطس 2025 06:52 AM

إحياء ذكرى مجزرة الكيماوي: فعالية لتوثيق جريمة النظام في الغوطتين عام 2013

إحياء ذكرى مجزرة الكيماوي: فعالية لتوثيق جريمة النظام في الغوطتين عام 2013

دمشق-سانا نظمت “رابطة ضحايا الأسلحة الكيميائية (AVCW)” بالتعاون مع مركزي “دعم وتمكين المرأة” و”عنبر المجتمعي” اليوم فعالية خاصة في مقر “مدنية” ببيت فارحي في دمشق، لإحياء الذكرى الثانية عشرة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد في الغوطتين الشرقية والغربية في شهر آب عام 2013.

شملت الفعالية التي حملت عنوان “مجزرة القرن” الوقوف دقيقة صمت تكريماً لأرواح الشهداء الذين قضوا في المجزرة، وعرض مقطع فيديو توثيقي يصور المشاهد المأساوية التي عاشتها البلدات المستهدفة خلال الهجوم الذي شنه النظام، بالإضافة إلى معاناة الأهالي وعمليات الإنقاذ التي نفذها المجتمع المحلي والفرق الطبية، وتوثيق المقابر الجماعية.

كما تضمنت الفعالية شهادات حية من بعض الناجين وذوي الضحايا والمصابين حول تفاصيل الهجوم، ومعرضاً للصور يضم أدلة جنائية خاصة بمجزرة الكيماوي، توثق توقيت الهجوم وصور الشهداء والمصابين.

وخلال الفعالية، طالب المشاركون في مداخلاتهم بالكشف عن أسماء المسؤولين عن المجزرة وتقديمهم للعدالة ومحاسبتهم، وتعزيز التعاون بين منظمات المجتمع المدني وهيئة العدالة الانتقالية، وتقديم الدعم لعائلات الشهداء والمصابين وجبر الضرر للمتضررين، ومعالجة الآثار النفسية طويلة الأمد التي لحقت بهم.

وفي تصريح لمراسل سانا، أكد الطبيب أحمد البقاعي، عضو لجنة رابطة ضحايا الأسلحة الكيميائية وأحد منقذي ضحايا المجزرة، على صعوبة الحفاظ على سردية المجزرة بسبب التضليل الذي مارسه النظام البائد خلال السنوات الماضية على الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، مشيراً إلى أهمية التعاون بين مختلف المنظمات الحقوقية مع هيئة العدالة الانتقالية لجمع الأدلة والشهادات بهدف الوصول إلى مرتكبي المجازر.

وأوضحت هدى خيتي، مديرة مركز دعم وتمكين المرأة، أنه بعد تحرير المحافظات السورية من النظام البائد، تم الكشف عن وثائق المجزرة وأسماء الشهداء وأماكن دفنهم، بعد أن كانت مخفية بسبب الظروف الأمنية التي فرضها النظام، وأصبح بإمكان ذوي الضحايا للمرة الأولى وضع الشاهدات على قبور الشهداء.

واستعرض الطبيب أيمن عيسى، أحد المنقذين خلال المجزرة، بعض الوقائع التي حدثت خلالها، قائلاً: “عند استهداف زملكا، لم نتمكن من معرفة أن الاستهداف كيماوي إلا بعد ساعتين، وواجهنا صعوبات كبيرة في إنقاذ المصابين، حيث كانت المراكز الطبية تحت الحصار وشبه معدومة، ووقفنا عاجزين أمام آلاف المصابين والشهداء”.

وأشار منذر نتوف، عضو المكتب الإعلامي في معضمية الشام، إلى أهمية توثيق جميع الجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحق الشعب السوري، وكشف المسؤولين عنها ومحاسبتهم لضمان تحقيق العدالة وجبر الضرر.

وبين المحامي مهند الحسني، رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان “سواسية”، أنه من الضروري إحياء ذكرى المجزرة وترسيخها في الذاكرة الجمعية السورية، لافتاً إلى أن الشهداء الذين قضوا في هذه المجزرة يجب أن يكونوا منارة للأجيال القادمة، تؤسس لمرحلة جديدة لسوريا بعيدة عن المآسي.

وتعتبر مجزرة الكيماوي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحق المدنيين في غوطتي دمشق عام 2013، في هجوم مباغت استخدم فيه غاز السارين المحظور دولياً، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 1400 مدني، بينهم 200 طفل وامرأة، وإصابة آلاف آخرين بأعراض اختناق وتسمم مروعة.

مشاركة المقال: