في خطوة تهدف إلى إعادة إحياء الأراضي الزراعية المتضررة، أطلقت وزارة الزراعة حملة مكثفة لتوزيع غراس الزيتون في محافظة إدلب. وشملت الدفعة الأولى من الحملة توزيع 108 آلاف غرسة زيتون، على أن يرتفع العدد الإجمالي إلى نحو 200 ألف غرسة خلال المرحلة المقبلة.
وتركز الحملة على مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي، بما في ذلك سراقب وريفها، ومدينة المعرة وريفها، بالإضافة إلى خان شيخون ومحيطها. وتهدف هذه الجهود إلى تعويض الخسائر الفادحة التي لحقت ببساتين الزيتون نتيجة للنزاعات.
وأوضح مصطفى الرفاعي، رئيس شعبة الإحصاء في مديرية الزراعة، لموقع سوريا 24، أن عملية توزيع الغراس تتم عبر مراكز ميدانية متخصصة وورش عمل للتشجير. وأكد على إعطاء الأولوية للعائلات العائدة والمزارعين الذين فقدوا أشجارهم بسبب النزاعات والتجريف والحرائق. وأشار إلى أن المديرية تتابع عمليات الزراعة عن كثب لضمان نجاحها، وتقديم الإرشاد الزراعي والدعم الفني اللازم للمزارعين.
من جهته، صرح وزير الزراعة، أمجد بدر، لوكالة “سانا” بأن الحملة، التي تحمل شعار «معاً لنعيد إدلب خضراء»، لا تقتصر على الجانب الزراعي فقط، بل تمثل رمزاً للصمود والاستقرار بالنسبة للأهالي. وشدد على أهمية الحفاظ على المساحات الحراجية ودورها في تحسين المناخ المحلي وحماية التنوع الحيوي.
وأضاف بدر أن الحملة تهدف إلى إعادة تأهيل الأراضي المتضررة، وتمثل خطوة ملموسة نحو إعادة بناء الأمل وتعزيز الاستقرار في المناطق الريفية، خاصة تلك التي عانت من موجات نزوح وتدمير واسع للبساتين.
وشهدت الأيام القليلة الماضية تحضيرات مكثفة في مواقع مختلفة من محافظة إدلب، تضمنت تجهيز الأراضي، وحفر الجور الزراعية، وتنظيف المناطق الحراجية المتضررة، خاصة على أطراف الطرق العامة وفي الأحزمة الخضراء.
وفي السياق ذاته، أشارت عبير نصر، مديرة مكتب الزيتون، لموقع «سوريا 24» إلى أن السنوات الماضية شهدت اقتلاع نحو 1.5 مليون شجرة زيتون في إدلب ومحيطها. وأكدت أن الخسائر الزراعية لم تكن اقتصادية فحسب، بل كانت أيضاً ذات أبعاد إنسانية وبيئية، مما يجعل حملات التشجير الحالية ضرورة ملحة لاستعادة التوازن البيئي وتوفير مصادر الرزق للأهالي.