أطلقت مديرية الثقافة في محافظة إدلب، بالتعاون مع مؤسسة مدد للفنون البصرية، مساء أمس السبت، فعاليات المعرض الفني "طريق". يعتبر هذا المعرض حدثاً فريداً يهدف إلى تسليط الضوء على إبداعات الشباب السوري في مجال الفن، وتعزيز مكانة الفن التشكيلي في المشهد الثقافي، بالإضافة إلى استثمار الطاقات الإبداعية لخدمة المجتمع وإشراكه في الحوار الفني.
يستضيف مبنى المديرية في مدينة إدلب فعاليات المعرض، الذي يستمر من 27 أيلول حتى 10 تشرين الأول. يأتي هذا المعرض ضمن جولة فنية تشمل خمس مدن سورية، بهدف إعادة الاعتبار للفن التشكيلي وتعزيزه كواجهة حضارية، مع التركيز على قضايا الهوية، والمستقبل، والوطن، والتسامح، وذلك لخلق تواصل فعال بين الفن والمجتمع.
أكد عمران عبد القادر، مدير المكتب الإعلامي لمديرية الثقافة في إدلب، في تصريح لصحيفة «الحرية»، أن المعرض يهدف إلى "إعادة الفن التشكيلي إلى المشهد الثقافي كواجهة حضارية، وتوفير مساحة إبداعية للشباب، مع التركيز على مواضيع الهوية والمستقبل والوطن، بهدف تعزيز الحوار الثقافي وتشجيع المواهب الشابة على الابتكار".
وأضاف أن تنظيم المعرض يأتي في إطار سعي المؤسسة الثقافية إلى تحفيز الوعي الفني والارتقاء بالمشهد الثقافي المحلي، وتقديم أدوات حية للتعبير عن القضايا الوطنية والإنسانية من خلال الفن.
يضم المعرض 29 لوحة فنية متنوعة، موزعة على قسمين رئيسيين: الأول بعنوان "ومحطة"، ويحتوي على خمسة عشر عملاً فنياً تعكس تجارب فردية ورؤى معاصرة، وتتناول مواضيع ذات دلالات رمزية وإنسانية عميقة. أما القسم الثاني فهو معرض "طريق"، الذي يشتمل على 14 لوحة ضمن فن "التجهيز بالفراغ"، وهو نوع حديث ومتطور من فنون ما بعد الحداثة، يجمع بين مختلف الفنون في إطار إبداعي تفاعلي، ويؤكد على العلاقة الوثيقة بين الفن والحياة، من خلال استغلال الخامات والأدوات المختلفة.
وأوضح عبد القادر أن فن "التجهيز بالفراغ" يعتبر أحد الاتجاهات المعاصرة في مجال الفن التشكيلي، حيث يركز على استخدام العناصر الخلاقة من الخامات والأدوات، مع الاعتماد على مفهوم الفراغ كعنصر فني بحد ذاته. يدمج هذا الفن بين الجوانب الجمالية والتفاعلية، ويهدف إلى توثيق الروابط بين الفن والحياة، من خلال التعبير عن الواقع بأسلوب غير تقليدي، يجسد التعاون بين الفنانين والمهندسين والعمال في تنفيذ الأعمال.
وأشار إلى أن المعرض يستهدف فئات متعددة من المجتمع، من بينها المثقفون، الشباب، الهواة، الطلاب، وأهل الفن، بهدف إتاحة منصة للتفاعل وتبادل الخبرات، وتعزيز الحس الإبداعي.
وأكد أن من أبرز ملامح المعرض، اعتماد القراءة الحسية من خلال الحواس الخمسة، ما يتيح للجمهور تجربة فنية فريدة تتيح فهم الأعمال بشكل عميق، وتجمع بين الخيال والتطلعات المستقبلية، ما يمنح الأعمال طابعاً تفاعلياً واستثنائياً.
وأردف أن معرض "طريق" يمثل حدثاً فنياً مميزاً يعكس روح المبادرة والإبداع في المشهد الثقافي السوري، مع إيمان القائمين عليه بأهمية دعم الموهبة وخلق مساحات تفاعلية تمكن الشباب من التعبير الفني عن طموحاتهم.
ويطمح المنظمون إلى أن ينسجم المعرض مع الاستراتيجيات الثقافية المنشودة، ليشكل خطوة إيجابية في تعزيز حضور الفن التشكيلي على المستوى الوطني، ولتشجيع استمرار مسيرة الإبداع والتجديد في روح المجتمع السوري.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية