الأحد, 20 أبريل 2025 04:49 AM

إدلب وحادثة الصرماية: من صدام تاريخي إلى رمز للثورة والتهميش

إدلب وحادثة الصرماية: من صدام تاريخي إلى رمز للثورة والتهميش
خلال فترة حكم بشار الأسد، وفي عهد وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا، أُقيم في محافظة إدلب مهرجان سنوي تحت اسم "المدن المنسية". الاسم يشير إلى المدن التاريخية ذات الأهمية الأثرية مثل إيبلا، البارة، قلب لوزة، دير شرقي الذي يضم ضريح الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، والمعرة التي تحتوي على متحف الفسيفساء وضريح الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري. ما أثار الانتباه والطرافة، أن بعض سكان إدلب اعتبروا أن التسمية "المدن المنسية" تنطبق أيضًا على المدن المعاصرة في المحافظة، في إشارة إلى حالة الإهمال التي عانت منها إدلب خلال حكم النظام. وتعود جذور هذه المزاعم إلى اتهام النظام المركزي بعدم منح المحافظة حصتها العادلة من المخصصات المالية والمشاريع التنموية، سواء في البنية التحتية أو الخدمات. البعض علل ذلك بالإشارة إلى حادثة وقعت أثناء زيارة حافظ الأسد لإدلب عام 1971، حيث شهدت تلك الزيارة صدامًا بين أنصار حزب البعث والتيار الناصري، انتهت بإلقاء حذاء على المنصة التي كان يقف عليها الأسد، مما اعتبره البعض سببًا لغضب النظام على المحافظة. خلال الثورة السورية، تحولت إدلب إلى رمز للمقاومة، حيث وُصفت بأنها محافظة ثائرة رفضت حكم عائلة الأسد. بعض الأصوات ربطت بين حادثة "الحذاء" وممارسات النظام تجاه إدلب، مدعية أن النظام كان يعتبرها معادية له. ومع ذلك، يرى البعض أن تحليل العلاقة بين إدلب والنظام لا يمكن اختزاله في حادثة فردية مثل تلك، إذ لطالما كانت إدلب تُعرف بأنها "معقل البعث"، وشاركت بشكل كبير في تظاهرات التأييد التي نظمها النظام خلال العقود الماضية، وكان ولاء العديد من مسؤولي المحافظة للنظام يُعرف بالمبالغة. في النهاية، رغم الإهمال الظاهر، شاركت إدلب بشكل واسع في الثورة، خاصة في أريافها، لأسباب متعددة منها ضعف التنمية، طبيعة سكانها المتدينة، وقربها الجغرافي من الحدود التركية. لكن التركيز على حادثة فردية مثل "حادثة الحذاء" يغفل الأسباب الأعمق لتاريخ إدلب السياسي والاجتماعي.
مشاركة المقال: