الإثنين, 12 مايو 2025 03:01 PM

إسرائيل تستعيد رفات جندي من حرب لبنان 1982 وسط تكهنات حول موقع الاستعادة وتصعيد عسكري في الجنوب السوري

إسرائيل تستعيد رفات جندي من حرب لبنان 1982 وسط تكهنات حول موقع الاستعادة وتصعيد عسكري في الجنوب السوري

أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أمس، استعادة جثة أحد جنودها الذين قُتلوا خلال اجتياح لبنان عام 1982، في عملية مشتركة نفّذها كلّ من جهاز «الموساد» والجيش. وفي بيان صادر عن مكتبه، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: «أعدنا إلى الوطن رفات تسفيكا فيلدمان، الذي سقط في معركة السلطان يعقوب في حزيران 1982»، في إشارة إلى البلدة الواقعة في منطقة البقاع الغربي اللبنانية، حيث نصب لواء سوري مدرّع واحد وكتيبة كوماندوس، إبّان الاجتياح، كميناً للألوية الإسرائيلية المتقدّمة وألحق بها هزيمة قاسية.

ووفقاً لبيان مشترك صادر عن جيش الاحتلال و«الموساد»، فإن العملية نُفّذت في «العمق السوري»، وتمكّن خلالها عناصر الاستخبارات من العثور على جثمان الرقيب أول فيلدمان، وإعادته إلى الأراضي المحتلة.

وإذ شدّدت إذاعة الجيش على أن الإدارة السورية الجديدة «لم تشارك بأي شكل من الأشكال في استعادة رفات الجندي»، رجّحت مصادر من دمشق، في حديثها إلى «الأخبار»، احتمالية أن تكون العملية قد جرت في «مخيم اليرموك» جنوبي العاصمة، والذي يضمّ مقبرة قيل إنها نُبِشت سابقاً للوصول إلى رفات الجندي الإسرائيلي، زخاريا باومِل، الذي كان فُقِد في المعركة نفسها، وأعلن الاحتلال استعادة جثّته عام 2019، عبر «دولة ثالثة» يُرجّح أنها روسيا، في عملية قام نتنياهو، آنذاك، باستثمارها على مسافة ستة أيام من الانتخابات.

وإلى جانب فيلدمان وباومِل، لا تزال إسرائيل تبحث في سوريا، عن رفات يهودا كاتس الذي فُقد في معركة السلطان يعقوب، بالإضافة إلى رفات الجاسوس الشهير إيلي كوهين الذي أُعدم في ساحة المرجة في دمشق في أيار 1965، بعد محاكمة أجرتها السلطات السورية. كما تبحث عن آخرين بينهم الطيار رون أراد الذي أُسِر بعد إسقاط طائرته في لبنان عام 1986، والجندي غاي حيفر الذي فُقد في الجولان عام 1997.

وكانت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» قالت، في أعقاب سقوط النظام في سوريا، إن إسرائيل تسعى إلى استغلال الأوضاع الراهنة للبحث عن مكان رفات كوهين، وجنودها المفقودين، علماً أنه كان أفيد في شباط 2021 بأن روسيا قامت، بالتعاون مع السلطات السورية وتحت ضغط إسرائيلي، بعمليات بحث في منطقة «مخيم اليرموك»، سعياً للعثور على رفات كوهين.

رفعت قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي علمها فوق قاعدة «تل أحمر» القريبة من بلدة كودنة

وبالعودة إلى حديث المصادر، فهي ترجّح أن تكون الإدارة الجديدة استحوذت على وثائق تشير إلى مكان دفن جثث الجنود الإسرائيليين، مضيفة أن «دمشق ربما دخلت مرحلة إجراءات تبادل الثقة مع تل أبيب»، في سياق توجّه لـ«تعزيز» التفاوض المباشر بين الطرفين، برعاية إماراتية، وهو ما كانت الصحافة العبرية قد أشارت إليه في تقارير حول اجتماعات جرت في أبو ظبي بين ممثّلين عن النظام الجديد وآخرين عن حكومة الاحتلال. وفي السياق نفسه، قالت وسائل إعلام عربية إن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً تحدّث عن وجود اتصالات بين سوريا وإسرائيل لاستعادة رفات كوهين.

أما جنوباً، فوسّعت قوات الاحتلال من نشاطها العسكري في الأراضي السورية؛ وشهدت بلدة حضر شمالي القنيطرة، أمس، تحركات لافتة، حيث دخلت شاحنات إسرائيلية إلى قاعدة «قرص النفل»، وهي تحمل غرفاً وكتلاً إسمنتية مسبقة الصنع، إلى جانب شاحنات محمّلة بمعدات يُرجّح أنها عسكرية أو لوجستية، علماً أنه وفقاً لشهود عيان من البلدة، فإن القاعدة تحتوي على مهبط للطائرات المروحية. وبالتوازي مع ذلك، رفعت قوات الاحتلال، لليوم الثاني على التوالي، علمها فوق قاعدة «تل أحمر» القريبة من بلدة كودنة، في سابقة جديدة لم تُسجّل في أيّ من نقاط العدو داخل الأراضي السورية سابقاً.

كذلك، دخلت قوة عسكرية إسرائيلية إلى منطقة وادي الرقاد في ريف درعا الغربي، وصادرت قطيعاً من المواشي، على الرغم من أن المنطقة بعيدة عن «شريط الفصل» المحظور. ووفقاً لمصادر عشائرية في قرى حدودية بين القنيطرة ودرعا، فقد فرضت قوات الاحتلال منطقة محظورة بعرض يراوِح بين 150 و500 متر بمحاذاة الشريط، مانعة السكان من الاقتراب منها. كما وجّهت «قوات مراقبة فضّ الاشتباك التابعة للأمم المتحدة» (يوندوف) تحذيرات مباشرة إلى سكان القرى، من اجتياز الخطوط التي رسمتها إسرائيل، تحت طائلة إطلاق النار من دون سابق إنذار.

أيضاً، نفّذت قوة إسرائيلية مكوّنة من عربات مدرّعة ودبابات، أول أمس، عملية اقتحام في قرية صيدا الحانوت، حيث اعتقلت اثنين من السكان، هما أب وابنه البالغ من العمر 16 عاماً، وفقاً لمصادر عشائرية تحدّثت إلى «الأخبار». وخضع المعتقلان للتحقيق من قبل ضباط يتحدّثون العربية، وتركّز الاستجواب على طبيعة نشاطهما والمعلومات المتوفّرة لديهما بشأن وجود عناصر مسلحين في القرية أو محيطها. وتُعدّ هذه العملية امتداداً لسلسلة اقتحامات شبه يومية تنفّذها قوات الاحتلال في ريف القنيطرة، كان آخرها الجمعة، حين دخلت عربات مصفّحة عبر معبر القنيطرة إلى قريتي العدنانية والرويحينة، حيث فتّشت عدداً من المنازل، وتجوّلت قرب نقاط كانت تابعة للجيش السوري المنحلّ.

مشاركة المقال: