الإثنين, 4 أغسطس 2025 09:25 PM

إسرائيل توسع نفوذها في لبنان وسوريا وتطالب بجنوب سوريا منزوع السلاح.. لماذا رفض زعيم الدروز دعوة الجولاني لزيارة دمشق؟

إسرائيل توسع نفوذها في لبنان وسوريا وتطالب بجنوب سوريا منزوع السلاح.. لماذا رفض زعيم الدروز دعوة الجولاني لزيارة دمشق؟

في سياق سعيها لإقامة "إسرائيل الكبرى"، تواصل إسرائيل توسيع نفوذها في سوريا ولبنان، متجاهلة سيادة الدولتين. أفادت قناة (كان) الإسرائيلية بأن إسرائيل أرسلت رسالة إلى نظام أبو محمد الجولاني في دمشق، تطالب فيها بإدارة جنوب سوريا من قبل جهاز الأمن العام السوري التابع لوزارة الداخلية، مع غياب كامل للجيش السوري، وفرض منطقة منزوعة السلاح.

وبحسب تقرير استند إلى مصادر في تل أبيب، ستتألف قوات الأمن العام من عناصر محلية في المناطق الدرزية، مما يسمح للنظام بتثبيت سلطته دون تهديد مباشر للسكان.

في سياق متصل، كُشف أن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، المقرب من الجولاني، أجرى اتصالاً مفاجئًا مع الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في الداخل الفلسطيني، ودعاه لزيارة دمشق، لكن طريف رفض الدعوة، مؤكدًا على ضرورة حل النظام لقضاياه مع الدروز في سوريا أولاً.

وأكد التقرير الإسرائيلي أن الاتصال سبق أحداث العنف الأخيرة في السويداء، ومع ذلك، تشير المصادر إلى استمرار محاولات دمشق للتواصل مع الشيخ طريف، لكنها لم تلق استجابة بعد التطورات في جبل الدروز.

من جهة أخرى، كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن جهود لتوسيع اتفاقيات إبراهام، مشيرًا إلى أن دولًا عربية ستعلن قريبًا انضمامها إلى هذه الاتفاقيات، وهو ما ألمح إليه الرئيس دونالد ترامب سابقًا.

وأكد ويتكوف استمرار الجهود لتوسيع اتفاقيات إبراهام، معربًا عن تطلعه لتحقيق المزيد بحلول العام المقبل. كما أشار إلى مناقشات مستمرة حول قضايا إقليمية مثل سوريا ولبنان وإيران، مؤكدًا أن طهران لن تحصل أبدًا على سلاح نووي.

وذكّر ويتكوف بأن اتفاقيات إبراهام تشمل حاليًا السودان والإمارات والبحرين والمغرب، وهي دول وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل بوساطة الرئيس ترامب عام 2020، مما أدى إلى تعاون جديد في مجالات التجارة والسياحة والأمن وغيرها.

وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اهتمام بلاده بتطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان ضمن الاتفاقات الإبراهيمية، دون التفريط بالجولان، ورفض أي تسوية مع حماس إلا بشروط إسرائيل. وقال إن إسرائيل مهتمة بتطبيع العلاقات مع دول عربية بدعم أمريكي.

من ناحيته، قال الناشط السوري، شادي مارتيني، في حديث لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، إن التطبيع الإسرائيلي-السوري بات ممكنًا، ولكن ليس في هذه الفترة بالذات، وأضاف إن موقف إسرائيل من الدروز في سوريا هو موقف منطقي من منطلقات إسرائيلية، محذرًا من أن هذا الموقف يفسر على أنه تدخل في الشأن الداخلي السوري.

وكانت القناة الـ 13 بالتلفزيون العبري قد بثت تقريرًا حول زيارة مارتيني والإعلامي السعودي عبد العزيز خميس إلى الكنيست الإسرائيلي الشهر الفائت، حيث أعلن مارتيني، الذي غادر سوريا عام 2012، أنه أجرى قبل نحو أسبوعين "اجتماعًا مثيرًا" مع الرئيس السوري المؤقت الجولاني في قصر الرئاسة بدمشق.

وأضاف: "اللقاء استمر ساعتين وكان موضوع إسرائيل هو المسيطر"، مشيرًا إلى قول الشرع لكلمة لامست قلبه: "نحن نمنح هذه الفرصة مرة واحدة كل مائة عام، إنها فرصة فريدة، لكن النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد".

أما فيما يتعلق بلبنان، فقال المستشرق د. تسفي بارئيل، في مقال نشره بصحيفة (هآرتس) العبرية، إن "رؤية ما يسمى بأرض إسرائيل الكبرى (فلسطين التاريخية) لم تعد مقتصرة فقط على مناطق الضفة الغربية ولا على الأراضي في قطاع غزة، وإذا صدقنا تصريحات الوزير بتسلئيل سموتريتش، فإن حدود الدولة ستمتد أيضًا إلى داخل الأراضي اللبنانية".

وأضاف "أستطيع أن أقول لكم بأوضح طريقة، الجيش الإسرائيلي لم ينسحب، ولن ينسحب، من النقاط الخمس التي نتواجد فيها داخل الأراضي اللبنانية"، وتابع "القرى الشيعية التي دمرت لن يعاد بناؤها. وعدنا بذلك عندما وقعنا على الاتفاق، وكان من الصعب على كثيرين تصديقه، لكننا نفي بوعدنا، قال سموتريتش بحماس هذا الأسبوع في مؤتمر (ندعم الشمال)"، مضيفًا: "أقول لكم إن هناك احتمالًا غير ضئيل أن يتم نزع سلاح حزب الله بالكامل"، طبقًا لأقواله.

وخلص المستشرق إلى القول إن إسرائيل تقوم بتوسيع حدودها في كل من لبنان وسوريا، غير مهتمة بأنها عبر ذلك تدوس على المصالح الأمريكية في الدولتين العربيتين المذكورتين.

مشاركة المقال: