انطلقت في إسطنبول فعاليات ورشة عمل متخصصة بعنوان "إحياء مخطوطات حلب ومكتبتها الوقفية"، بمشاركة شخصيات رسمية وعلمية بارزة ومهتمين بالتراث الثقافي العربي والإسلامي. تهدف الفعالية إلى إعادة إحياء أحد أهم رموز الذاكرة المعرفية في سوريا.
حضر الورشة محافظ حلب المهندس عزام الغريب، ووالي إسطنبول داود غول، ومدير دار المخطوطات في إسطنبول البروفيسور محمود مصري، بالإضافة إلى شخصيات معنية بالتراث والوقف، منهم إسماعيل حقي تاومان، رئيس وقف السلطان أحمد، والدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للألكسو.
ركزت الورشة على بحث آليات التعاون في صيانة وحفظ المخطوطات الوقفية الحلبية، ورقمنتها وإتاحتها للباحثين، ضمن مشروع طويل الأمد لصون هذا الإرث الثقافي النادر من الضياع.
وفي تصريح لموقع سوريا 24، أكد عبد الكريم ليلى، مدير إعلام حلب، أهمية المخطوطات التاريخية المرتبطة بحلب وإحياء تراث مكتباتها الوقفية عبر مشاريع الترميم والتوثيق، وتفعيل دور الباحثين والمختصين.
شهدت الفعالية حضورًا رسميًا لافتًا، وافتُتحت بكلمات تناولت العلاقات التاريخية والثقافية السورية – التركية والتراث المشترك، خاصة في مجال المخطوطات.
أشار عبد الكريم إلى أن الخطة تتضمن ترميم المخطوطات الموجودة في حلب، والتنسيق مع الهيئات والمكتبات التي تحتفظ بنسخ حلبية، للاستفادة منها علميًا أو المطالبة باستعادتها عبر القنوات القانونية.
شارك في الفعالية ممثلون عن وقف السلطان أحمد، ودار العرفان، والمؤسسة السورية لحفظ الآثار، ووزارة الأوقاف، ومدير الثقافة في حلب، وجامعة محمد الفاتح الوقفية، ومؤسسة قطر، والمعهد الألماني للآثار في إسطنبول، ومؤسسة الآغا خان، والمكتبة السليمانية، ومديرية الثقافة في إسطنبول والهلال الأحمر.
تعتبر الورشة نقطة انطلاق لمشروع طموح لإعادة الاعتبار للمكتبات الوقفية في حلب، التي كانت منارات للعلم والمعرفة، وتسعى الجهات المنظمة إلى ترسيخ التعاون العربي – التركي في مجال صون التراث، لحماية الهوية الثقافية وضمان وصولها للأجيال القادمة.