في إطار جهود تطوير القطاع الرقمي في سوريا، أعلنت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عن إطلاق مشروع "سيريا سات" (SYRIA SAT)، وهو نظام بث تلفزيوني أرضي رقمي يهدف إلى توفير 16 قناة تلفزيونية متنوعة للمواطنين. وقد بدأ المشروع في دمشق، ومن المتوقع أن يصل إلى حلب خلال أيام قليلة.
يتضمن المشروع أربع قنوات رياضية، وثلاث قنوات للأطفال، وثلاث قنوات وثائقية، وقناة للمرأة، وقناة إعلانية، بالإضافة إلى قنوات محلية أخرى. يعتمد "سيريا سات" على نظام البث الرقمي "DVB-T2"، الذي يضمن جودة عالية للصورة والصوت بدقة "FULL HD" وفق نظام "HEVC H.265". هذه التقنية توفر استقرارًا أكبر للإشارة وكفاءة أعلى في استخدام الطيف الترددي مقارنة بالأنظمة القديمة.
أكدت وزارة الإعلام عبر منصاتها الرسمية أن المشروع يمثل بديلاً مناسبًا ومنخفض التكلفة، خاصة في المناطق ذات البنية التحتية الضعيفة، حيث خدمة الإنترنت محدودة والمستوى المعيشي متدنٍ. وأشارت الوزارة إلى أن الخدمة لا تتطلب اتصالاً بالإنترنت أو طبق استقبال (دش)، بل تعتمد على أجهزة استقبال (Receivers) صغيرة الحجم متوافقة مع مختلف أجهزة العرض.
ستكون الخدمة متاحة باشتراك مجاني لمدة ستة أشهر، ثم ستصبح مدفوعة باشتراك شهري يصل إلى ستة دولارات أمريكية (حوالي 70 ألف ليرة سورية). صرح علاء برسيلو، مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، لوكالة "سانا"، بأن المشروع يوفر محتوى آمنًا ومناسبًا لجميع أفراد الأسرة، ويجمع بين الجدية والترفيه. وأضاف أن "سيريا سات" يمثل نقلة نوعية في البث التلفزيوني الأرضي في سوريا.
من جانبه، أوضح رأفت دهني، مدير عام مؤسسة "سات" اللبنانية الإعلامية المنفذة للمشروع، أن المشروع دخل مرحلة البث التجريبي منذ شهرين في دمشق وريفها، وستتبعها حلب خلال أسبوع إلى عشرة أيام، على أن يشمل لاحقًا جميع المحافظات السورية. وأكد محمد السخني، مدير الاتصال الحكومي في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، أن المشروع لا يهدف إلى الربح، بل يركز على تقديم الخدمة بأقل التكاليف وتحديث البنية التحتية للمحطات الأرضية.
يهدف مشروع "سيريا سات" إلى تطوير الإعلام الوطني وتوسيع نطاق التغطية الإعلامية، مع توفير محتوى آمن ومتنوع يلبي احتياجات جميع أفراد الأسرة السورية.