السبت, 4 أكتوبر 2025 09:45 PM

إطلاق "شبكة ضحايا انعدام الجنسية" في الحسكة بالتزامن مع الذكرى الـ 63 لإحصاء 1962

إطلاق "شبكة ضحايا انعدام الجنسية" في الحسكة بالتزامن مع الذكرى الـ 63 لإحصاء 1962

الحسكة – نورث برس

أُطلقت في مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، مبادرة حقوقية مستقلة تحت اسم "شبكة ضحايا انعدام الجنسية"، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ 63 للإحصاء الاستثنائي الذي نُفذ عام 1962. تهدف الشبكة إلى التأكيد على حق الجنسية، بعد أن أسفر الإحصاء عن تجريد أكثر من 300 ألف كردي من جنسيتهم السورية.

أوضح أورهان كمال، منسق رابطة "تآزر"، أن إطلاق الشبكة يمثل "خطوة أولى نحو تنظيم الجهود وتوحيد الصوت للمطالبة بالاعتراف والعدالة، وضمان عدم تكرار هذا الظلم في المستقبل". وأكد أن "الضحايا أنفسهم هم من يقودون هذه المبادرة، لأنهم الأدرى بحجم المعاناة التي يعيشونها منذ عقود".

يذكر أن الحكومة السورية نفذت في عام 1962 إحصاءً استثنائياً في محافظة الحسكة، بأمر من الرئيس ناظم القدسي ورئيس حكومته بشير العظمة.

وأضاف أورهان كمال، وهو أحد ضحايا انعدام الجنسية، أن الشبكة تعد إحدى مبادرات "رابطة تآزر للضحايا"، وتوفر إطاراً جامعاً للتنسيق والتضامن وتبادل المعرفة بين من جردوا من الجنسية السورية أو ولدوا بلا قيد مدني نتيجة الإحصاء والسياسات الإقصائية اللاحقة.

تسعى "شبكة ضحايا انعدام الجنسية" إلى تحقيق "مجتمع تُصان فيه كرامة ضحايا انعدام الجنسية وأُسرهم من خلال الاعتراف، الحقيقة، والعدالة، وتُضمن فيه المواطنة الكاملة وضمانات عدم التكرار كركائز لسلامٍ عادلٍ وشامل في سوريا"، بحسب كمال.

وتهدف الشبكة إلى تنظيم وتمكين الضحايا لتمثيل أنفسهم والدفاع عن حقوقهم، من خلال الحماية القانونية، التوثيق، بناء الذاكرة، المناصرة، الإصلاح التشريعي، إدماج القضية في مسارات الحقيقة والعدالة الانتقالية، تعزيز القدرات، بناء الشراكات، والرصد المبكر، بما يضمن المساواة وعدم التمييز، ويمنع توارث الحرمان عبر الأجيال.

وأشار منسق رابطة "تآزر" إلى أنهم سيعملون على تقديم الحماية القانونية والمرافقة الفردية من خلال الإرشاد القانوني ومرافقة الضحايا لإثبات الوقائع الحيوية مثل الولادات والوفيات والزواج، وتثبيت الشخصية القانونية، والاعتراف بالوثائق وقبول القرائن المعقولة، إلى جانب دعم استعادة الحقوق المدنية والمساواة في حقوق الجنسية.

كما ستقوم الشبكة بتوثيق حالات الحرمان من الجنسية وأنماطها وآثارها، وبناء ذاكرة جماعية تحمي من المحو وتدعم الحقيقة، وفق ما ورد في إعلان الشبكة.

وتشمل أنشطة الشبكة تنفيذ حملات مناصرة محلية ووطنية، وإعداد مذكرات سياسات ومسودات قوانين أو تعديلات إجرائية لضمان المساواة في نقل الجنسية وحق الأطفال في التسجيل المدني منذ الولادة. كما ستدفع باتجاه إدراج قضية انعدام الجنسية ضمن آليات العدالة الانتقالية، بما يشمل الحقيقة، الاعتراف، جبر الضرر الجماعي، الإصلاح المؤسسي، وضمانات عدم التكرار.

وقال أورهان كمال إن الشبكة ستركز أيضاً على "بناء قدرات الضحايا وأُسرهم من خلال التدريب على الحقوق القانونية، مهارات التوثيق الآمن، المشاركة العامة، والدعم بين الأقران، بالإضافة إلى التنسيق مع منظمات وهيئات محلية ودولية معنية بالحالة المدنية، وتبادل الخبرات وبناء التحالفات، إلى جانب الرصد المستمر للحالات الجديدة وتقديم الإحالات الآمنة إلى الخدمات المتخصصة".

إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجة

مشاركة المقال: