أعلنت إيران يوم الاثنين أنها ستقدم قريبًا مقترحها بشأن الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، وذلك بعد أن وصفت العرض الأمريكي بأنه يحتوي على "التباسات".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي: "سنقدم قريبًا مقترحنا إلى الجانب الآخر عبر سلطنة عُمان بمجرد إتمامه. إنه مقترح معقول ومنطقي ومتوازن، ونوصي بشدة الجانب الأمريكي باغتنام هذه الفرصة".
وانتقد المقترح الأمريكي قائلاً إنه "يفتقر إلى العديد من العناصر"، دون الخوض في التفاصيل.
لاحقًا، قال نائب وزير الخارجية، مجيد تخت روانجي، إن إيران ستقترح "إطارًا لاتفاق". وقال لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا): "إذا توصلنا إلى اتفاق مبدئي بشأن هذا الإطار، فستبدأ مفاوضات معمقة حول التفاصيل".
وكانت إيران قد ذكرت الأسبوع الماضي أنها تلقت "عناصر" من الاقتراح الأمريكي للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي للجمهورية الإسلامية، لكنها اعتبرت أن المقترح يحتوي على "الكثير من الالتباسات".
ولم يُعرف محتوى المقترح الأمريكي، لكن رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، قال الأحد إنه لا يتضمن رفع العقوبات الاقتصادية عن الجمهورية الإسلامية.
وأجرى البلدان خمس جولات تفاوض بوساطة عُمانية منذ نيسان/أبريل، سعيًا إلى إيجاد بديل من الاتفاق الدولي المبرم مع إيران في العام 2015 لكبح برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تخلّى عن ذاك الاتفاق في ولايته الرئاسية الأولى في العام 2018.
ويعد رفع العقوبات الاقتصادية وتخصيب اليورانيوم من المسائل الشائكة في المفاوضات.
وتتّهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الجمهورية الإسلامية بالسعي لحيازة أسلحة نووية، الأمر الذي تنفيه طهران، مشدّدة على أن برنامجها النووي غاياته مدنية حصرًا.
وتصر إيران على أن من حقّها تخصيب اليورانيوم بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، في حين تعتبر إدارة الرئيس الأميركي تخصيب إيران لليورانيوم "خطًا أحمر".
وفي فيديو بثه التلفزيون الإيراني الرسمي، أوضح قاليباف أن "عدم ذكر رفع العقوبات (في الاقتراح الأميركي) يظهر بوضوح أن موقف الولايات المتحدة … متناقض ويفتقر إلى الصدق".
وتابع: "إذا كان الرئيس الأميركي الواهم يسعى حقا إلى اتفاق مع إيران، فعليه أن يغير نهجه".
أعاد ترامب تفعيل سياسة "الضغوط القصوى" على إيران منذ عودته إلى سدة الرئاسة في كانون الثاني/يناير، وشدد مرارا على أنه لن يُسمح بتخصيب اليورانيوم في أي اتفاق محتمل.
لكن الأربعاء، أكّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، أن المقترح الأميركي يتعارض مع مصلحة إيران، متمسكًا بأحقية طهران في تخصيب اليورانيوم.
والثلاثاء، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، وزير الخارجية عباس عراقجي: "لن نطلب الإذن من أحد من أجل مواصلة تخصيب اليورانيوم في إيران".
ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإنّ إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، علمًا بأن سقف مستوى التخصيب كان محددًا عند 3,67 في المئة في اتفاق العام 2015.
ويتطلب صنع رأس نووية تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة.
والأحد، حذرت إيران من تقليص التعاون مع الوكالة إذا أصدر مجلس محافظيها قرارًا يدينها خلال اجتماع يبدأ الاثنين في فيينا.
وعشية الاجتماع، قال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، للتلفزيون الرسمي: "بالطبع، لا يجدر بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتوقع أن تواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعاونها الشامل والودود".
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الأوروبيين والأميركيين يعتزمون طرح قرار ضد إيران مع تهديد بإحالة ملفها على الأمم المتحدة، على خلفية "عدم التعاون التام".
وسيؤدي هذا الإجراء إلى تفعيل آلية لإعادة فرض عقوبات أممية على إيران.
ودعا رافاييل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين إيران "إلى التعاون الكامل والفعال مع الوكالة".
وأكد: "ما لم تساعد إيران الوكالة في حل القضايا العالقة … فإن الأخيرة لن تتمكن من ضمان أن يكون البرنامج النووي لإيران سلميًا بحتًا".