واشنطن-سانا: كشف فريق بحثي دولي بقيادة جامعة تكساس الأمريكية عن تطوير أداة مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مصممة خصيصاً لمساعدة المبرمجين من ضعاف البصر على إنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد وتحريرها، بالإضافة إلى التحقق من دقتها بشكل مستقل. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز إمكانية وصول هذه الفئة إلى تقنيات الإبداع الرقمي المتطورة.
أفاد موقع جامعة تكساس في أوستن بأن الأداة الجديدة، التي تم عرضها خلال مؤتمر «ASSETS 2025» الدولي للحوسبة في مدينة دنفر الأمريكية، تمثل نقلة نوعية في مجال إتاحة الأدوات التكنولوجية المتقدمة للأشخاص ضعاف البصر، وهو مجال لا يزال يشهد محدودية في التطور.
تحمل الأداة اسم «A11yShape»، وهي مصممة لتمكين المستخدمين ضعاف البصر من التحرير والتحقق من النماذج دون الحاجة إلى مساعدة من أشخاص مبصرين. تعتمد الأداة على التقاط صور من زوايا مختلفة للنموذج في محرر الأكواد «OpenSCAD»، ثم يستخدم النظام نموذج الذكاء الاصطناعي «GPT-4o» لتحويل الأكواد والصور إلى وصف نصي دقيق وسهل الفهم.
توفر الأداة أيضاً مزامنة كاملة بين الكود، والوصف، والنموذج ثلاثي الأبعاد، بالإضافة إلى مساعد ذكي يعمل كـ "روبوت محادثة" للإجابة عن استفسارات المستخدمين حول التصميم.
أوضح الباحثون أن الدافع وراء تطوير هذه الأداة جاء بعد ملاحظة الصعوبات التي واجهها زميلهم الكفيف أثناء دراسته للنمذجة ثلاثية الأبعاد، حيث كان يضطر إلى طلب المساعدة بشكل مستمر للتحقق من عمله.
قام الباحثون باختبار الأداة مع أربعة مبرمجين من ضعاف البصر، وتمكنوا من خلالها من تصميم وتعديل نماذج لروبوتات وطائرات هليكوبتر بشكل مستقل، مما يدل على فعالية التقنية الجديدة في دعم الإبداع الرقمي لهذه الفئة.
صرح الدكتور ليانغ هي، الأستاذ المساعد في علوم الحاسوب بجامعة تكساس: "تُعد هذه الأداة خطوة أولى نحو تمكين الأشخاص ضعيفي البصر من الوصول إلى أدوات الإبداع، بما فيها النمذجة ثلاثية الأبعاد"، مؤكداً أن الفريق سيواصل تطوير تقنيات إضافية لدعم أعمال الطباعة ثلاثية الأبعاد وتصميم الدوائر الإلكترونية، مما يتيح للمستخدمين العمل باستقلالية أكبر في مختلف المجالات التقنية.
يواجه المبرمجون ضعاف البصر تحديات كبيرة في التعامل مع الأكواد والنماذج الرقمية، نظراً لاعتماد معظم أدوات البرمجة على الرؤية المباشرة للشاشات والنماذج ثلاثية الأبعاد.